بيروت, الثلاثاء 29 نوفمبر، 2022
آمال شعيا... كاتبة وباحثة وأديبة، في رصيدي كتابان، هما: «عيون بلون المغيب» و«أزاهير المستحيل»، مؤسّسة جماعة «حلم الغد» و«جوقة السراج»، وها أنا على عتبة مناقشة أطروحة الدكتوراه في اللغة العربيّة وآدابها من جامعة القديس يوسف. أطلّ اليوم عبر «آسي مينا» كي أشارك القرّاء خبرة حياتي وما حملت من تحدّيات، مؤكدة أن إرادة الحياة أقوى من إرادة الموت.
يد الله معي في كل حين
منذ لحظاتي الأولى في هذا الوجود الفسيح، ويد الله تعانقني بقوّة. أخبرتني أمّي ذات يوم أنّني بينما كنتُ في الأربعين يومًا من عمري، عانيتُ مشكلة صحّية كادت تودي بحياتي إلّا أن جدّي طلب حينئذٍ من عائلتي أن أنال سرّ العماد، وهكذا حصل. وتتابع لي أمّي القصّة قائلةً إنّني رحتُ أتعافى تدريجيًّا، بعد حصولي على نعمة الروح القدس. لمّا أصبحتُ طفلة في سنواتها الأولى، وبينما كنت ألعب في الحقول وأجمع الزهر في باقة وألاعب النمل الصغير، كنت أتنفّس جمال الخالق من دون أن أبلغ سرّه العميق بعد. ولمّا اقتلعتنا شظايا الحرب الأليمة من قريتنا، رمت بنا في أحضان المدينة الغريبة عنّا، ومعها بدأت مفاهيم الحياة تتحوّل أمامي وتتعقّد. وعلى الرغم من كل ذلك، لم تتركني يد الله أبدًا، بل كانت تمسك بيدي وتسير بي نحو أعماق المجهول من دون خوف.
سجينة خلف قضبان الظلمة