بيروت, الأحد 27 نوفمبر، 2022
تحتفل الكنيسة بتذكار الأيقونة العجائبيّة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام. هي هديّة سماويّة مريميّة نقلتها إلينا القديسة كاترين لابوريه.
انضمّت القديسة كاترين إلى راهبات المحبّة في العام 1830، وهناك بدأت النعم تتدفّق عليها، فحظيت بظهورات متتالية ليسوع المسيح في القربان المقدّس وللقديس منصور دي بول لتحصد بعدها فرح اللقاء بمريم العذراء لمرّاتٍ ثلاث؛ الظهور الأوّل حصل في 18 يوليو/تمّوز 1830 في كنيسة الدير إذ تلقّت رسالةً من العذراء أعلنت لها فيها الواقع الأليم الذي سيحلّ بفرنسا، كما طلبت منها إنشاء جمعيّة الشبيبة المريميّة التي أبصرت النور في 2 فبراير/شباط 1840.
أمّا الظهور الثاني، فتجلّى في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1830، لمّا تراءت مريم لها في مشهدَيْن، وهي تقف على نصف الكرة الأرضيّة، وقدماها تسحقان الأفعى؛ في المشهد الأوّل، تحمل مريم في يديها كرةً ذهبيّةً صغيرة، يعلوها صليب، رافعةً إيّاها نحو السماء. وهذه الكرة تمثّل العالم بأسره وفرنسا وكل إنسان بمفرده. وفي المشهد الثاني، تظهر يدا العذراء منبسطتَيْن، وفي أصابعها خواتم من الحجارة الكريمة، وتنبعث من يديها أشعّة ترمز إلى النعم التي ستفيض بها العذراء على كل من يطلبها منها بثقة. ثمّ، تَشَكَّلَ رسم بيضاوي حول العذراء، وكُتِبَتْ بحروف ذهبيّة وبشكل نصف دائري عبارة «يا مريم البريئة من الخطيئة الأصليّة، صلّي لأجلنا نحن الملتجئين إليك». كما بان أوّل حرف من اسم مريم M يعلوه صليب من الجهة الخلفيّة للأيقونة، إشارةً إلى مشاركتها يسوع في مسيرة الخلاص. وفي الأسفل قلبان متقاربان: قلب يسوع ويحيط به إكليل شوك، وقلب مريم مطعون بسيف. وعلى إطار الأيقونة، حُفِرَتْ اثنتا عشرة نجمة مطابقة عدد الرسل الاثني عشر. وأوصت مريم القديسة كاترين بطباعة هذه الأيقونة ونشرها، واعدةً بأن يحصد كل من يحملها بثقة النعم الكثيرة.
وفي الظهور الثالث والأخير في 1 ديسمبر/كانون الأوّل من العام نفسه، سطعت مرّة جديدة صورة الأيقونة إلى جانب بيت القربان، وسمعت كاترين مريم العذراء تقول لها: «لن تريني بعد الآن!». لم تسترح كاترين قبل تحقيق رغبة العذراء، فطلبت من مرشدها بإلحاح طبع الأيقونة حتى انطلق نشرها وتوزيعها في يونيو/حزيران من العام 1832، بعدما أودى وباء الكوليرا في باريس بحياة أكثر من عشرين ألف شخص. واهتمّت حينها راهبات المحبّة بتوزيع ألفي أيقونة، فانفتحت أبواب السماء ناثرةً ورود نعم الشفاء على طالبيها، وعُرِفَتْ حينئذٍ بالأيقونة العجائبيّة.