بيروت, الجمعة 25 نوفمبر، 2022
تحتفل الكنيسة بتذكار القديسة الشهيدة كاترين المصريّة في 25 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام. هي من تميّزت بجمالها وذكائها وقوّة إيمانها بالمسيح.
وُلِدَتْ كاترين في أواخر القرن الثالث في الإسكندريّة. انتمت إلى فئة النبلاء، وتحلّت بجمال ساحر، واشتهرت بذكائها، فانكبّت على دراسة اللاهوت والفلسفة وغيرها من العلوم. مع الوقت، عرفت أن عبادة الأوثان باطلة، واكتشفت روعة المسيحيّة، ونالت سرّ المعمودية.
في العام 307، أمر الحاكم مكسيميانوس الثاني بتجديد مظاهر عبادة الأوثان، بعدما تراجعت بسبب انتشار المسيحيّة، فوجد الوثنيّون في ذلك الأمر فرصتهم لإحياء العبادة الوثنيّة، وإشعال روح التعصّب ضد المسيحيين. لم تخف القديسة كاترين، بل راحت تشدّد المؤمنين وتقوّيهم. ثمّ أدركت أن المسيحيين سيعانون الاضطهاد، فاتخذت قرارًا بمواجهة مكسيميانوس.
بعدئذٍ، أقام الحاكم حفلًا لمكافأة كل من يخضع لسلطته. حضرت كاترين، ووقفت أمامه، ثمّ طلبت الإذن بالكلام، وشرعت تقول له: «إن عبادة الأوثان يرفضها كل عقل سليم، بل يُظهر المنطق عدم إمكانيّة أن يكون هناك غير إله واحد هو خالق الوجود وعلّته». ذُهِلَ الإمبراطور بجمالها وشجاعتها، كما أجابها أنه ليس مُلِمًّا بعلوم الفلسفة للردّ عليها، لكنه سيرسل لها علماء المملكة وفلاسفتها ليردّوا عليها ويهدموا عقيدتها وأفكارها. في الموعد المحدّد لتلك المناقشة، حضرت كاترين وبدأت الحوار معهم بقوّة الروح القدس، وتحدّثت عن يسوع والحياة الأبديّة، وكيف تجلّت محبّة المسيح الخلاصيّة على الصليب.