الحمدانيّة, الثلاثاء 22 نوفمبر، 2022
تحدّث عزيز صادق في لقاء الشبيبة أمام البابا فرنسيس وآلاف الشباب الوافدين من مختلف دول العالم إلى الفاتيكان في العام 2018 عن المعاناة التي عاشها في أثناء رحلة التهجير من مدينته، بعدما أُمْهِلَت عائلته ساعات قليلة لمغادرة المكان الذي عاش فيه منذ طفولته، بسبب إيمانها المسيحي. عزيز شاب عراقي مسيحي من قضاء الحمدانيّة في محافظة نينوى، هُجِّرَت عائلته حالها حال كل العائلات التي نزحت إلى المناطق الشماليّة في العام 2014 حينما كان عمره 18 عامًا فقط. وقد حوّل المعاناة التي عاشها مع عائلته إلى خبرات ملهمة وقصص إيمانيّة من أرض الواقع ونقلها إلى آلاف الشباب حول العالم.
بعدما عانى عزيز سنوات من التهجير وعاش بعيدًا عن مدينته المدمّرة لأعوام، قرّرت عائلته السفر إلى فرنسا، تاركةً وراءها أجمل الذكريات والأحلام والبيت العائلي والأهل والأقارب. كان القرار في منتهى الصعوبة لعائلة عزيز لكن لم يكن يوجد خيار آخر يضمن كرامة أفرادها بعدما عاشت لحظات مريرة إثر غزو التنظيمات الإرهابيّة مدينتهم. على الرغم من كل التحدّيات التي عاشتها العائلة، تمسّكت بإيمانها المسيحي ولم تستسلم للحظات وأوقات الضعف التي مرّت بها إذ شكّل الكتاب المقدّس دائمًا مصدر تعزية وقوّة لها. كانت أمّ عزيز دائمًا تصلّي وتعلّم أولادها أن يتمسّكوا بإيمانهم وألا يتخلّوا عنه حتى في أشدّ الأوقات.
وهذا ما حصل إذ إن التجربة المريرة التي مرّ بها عزيز قوّت إيمانه، لا بل صار يتكلّم عنه في كل مكان يذهب إليه. وعلى الرغم من الأصوات التي كانت تقول لعزيز أن يتوقّف عن ذلك إلا أن التدبير الإلهي كانت له كلمة أخرى في حياته.