هبة عيسو، صاحبة الـ19 ربيعًا، شابّة عراقيّة مسيحيّة قرّرت أن تحلّق في سماء النجاح، متّخذةً من إيمانها سندًا لها في ما تقدّمه من لوحات لصور مخزّنة في ذاكرتها منذ أيّام الطفولة ونشأتها في كنف عائلتها المسيحيّة.
لم تنسَ هبة في مستهلّ حوارها مع «آسي مينا» أن تخبر عن ذكرياتها مع عمّتها الراهبة الفرنسيسكانيّة الموجودة في فلسطين مع الرهبنة، فكانت تخزّن من حكاياتها في أثناء مجيئها إلى العراق وتنهل من قصص القديسين المعاصرين التي كانت تسمعها وتتأثّر بها.
بالإضافة إلى دور عمّتها الراهبة في ترسيخ القيم المسيحيّة، كان لوالدها الشمّاس ومعلّم التعليم المسيحي تأثيرٌ كبير في حياتها إذ إنّه وفّر لها الجوّ العائلي المسيحي ليزداد تعلّقها الكبير بالصلوات والكتاب المقدّس في مرحلة عمريّة باكرة، وقد بدأت تجسّد كل ذلك اليوم عبر لوحات فنّية.
نحو الدراسة الأكاديميّة، تخطو اليوم هبة الخطوة الأولى في الجامعة، عبر قسم الفنون التشكيليّة، في محاولة منها لدعم موهبتها التي اكتشفتها عائلتها وكانت المُسانِدَة الأولى لها. هذه الموهبة التي جسّدتها في معارض فنّية كان أوّلها في العام 2014 تزامنًا مع فترة نزوح شهدتها بلدات سهل نينوى نحو عنكاوا التي لا تنسى هبة أن تُقدّم لها الشكر دائمًا في كل لقاء لأنّ لها دورًا كبيرًا في احتواء المسيحيين الهاربين من عصابات داعش الإرهابيّة إبّان احتلال بلدات وقصبات سهل نينوى من جهة، ولأنّ عنكاوا احتضنت أولى خطواتها الفنّية من جهة أخرى، وإن كانت في لوحات فنّية بسيطة لكنها حملت بصمة كبيرة لموهبة ستكبر بمرور الأيّام.
وهكذا، تطوّرت تلك اللوحات البسيطة إلى معارض شخصيّة كثيرة تنوّعت ما بين لوحات زيتيّة ورسمٍ على الكانفاس والخشب ترى فيها روحانيّة تغذّت منها وارتوت، وإيمانًا مُعاشًا ينقلها إلى أزمنة وأحداث إيمانيّة تروي مسيرة الخلاص وتاريخ الكنيسة وطقوسها وتعاليمها المتوارثة.
تقول هبة: «اسمي يدلّ على العطاء والهبة، وأنا أحيا من أجل أن أستمرّ في العطاء. سأهمس لكم سرًّا صغيرًا وهو تأثّري الكبير بالأمّ تريزا التي أتمنّى أن أسير على خطاها، وأن يكون لي يومًا المشروع ذاته الذي أعتبره أحد أحلامي بعيدًا عن الفنّ».
وتختم هبة حديثها عبر «آسي مينا» بالقول: «سأواصل تقديم لوحاتي المعبّرة عن إيماني المسيحي الذي أسعى إلى تعزيزه مستقبلًا من خلال الدراسة اللاهوتيّة التي ستشكّل إضافةً كبيرة لي ولما سأقدّمه لاحقًا من لوحات».
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آسي مينا" في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق. "آسي مينا" جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.
الأكثر قراءة
1
2
3
4
5
اشترك في نشرتنا الإخبارية
رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته