بيروت, السبت 19 نوفمبر، 2022
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديسة ماري ألفونسين غطاس في 19 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام. هي من طلبت منها العذراء تأسيس «راهبات الورديّة المقدّسة»، وكانت حياتها كلّها مكلّلة بالمحبّة والتضحية والتواضع.
أبصرت سلطانة النور في القدس في 4 أكتوبر/تشرين الأوّل 1843. نشأت في أسرة مسيحيّة صالحة، غرست في قلبها حبّ التقوى وفعل الخير حتى أحبّها كل من عرفها بسبب تواضعها الشديد. كان والدها دانيال غطاس يعمل نجّارًا، وأمّها كاترينا ربّة منزل تقيّة. نالت سرّ المعموديّة بعد شهر ونصف الشهر من ولادتها، ودُعِيَتْ يومها باسم مريم، ونمت في المعرفة والحكمة. بعدها، التحقت بمدرسة راهبات مار يوسف، فكانت طالبة خلوقة مجتهدة متفوّقة على زميلاتها علمًا وأخلاقًا.
لمّا أخبرت سلطانة أمّها ووالدها عن رغبة قلبها بالدخول إلى رهبنة القديس يوسف، لاقت رفضًا قويًّا منهما في البداية إلّا أن موقف والدَيْها تبدّل بعد صلاتها العميقة لمريم العذراء، وتمكّنت من الدخول إلى الدير في العام 1860. كما أبرزت نذورها الابتدائيّة في العام 1863، وحملت اسم ماري ألفونسين. بعدها، درّست اللغة العربيّة لمدّة سنتَيْن في القدس، وأسّست في خلالها «أخويّة الحبل بلا دنس» و«أخويّة الأمّهات المسيحيّات».
من ثمّ، نُقِلَتْ ماري ألفونسين إلى بيت لحم حيث ظهرت لها مريم العذراء، وطلبت منها تأسيس رهبنة جديدة باسم «راهبات الورديّة المقدّسة»، فأخذت موافقة بطريرك القدس اللاتيني على طلبها، وأسّستها في العام 1883، برفقة 8 فتيات أخريات. في العام 1897، نالت الموافقة على قوانين الرهبنة التي راحت تنتشر أكثر فأكثر، وازداد عدد المنتسبات إليها، وباتت تتبع مباشرة للكرسي الرسولي في روما في العام 1959.