بيروت, الخميس 17 نوفمبر، 2022
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس غريغوريوس العجائبي في 17 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام. هو من تخلّى عن حياة الأوثان إيمانًا منه بكلمة المسيح.
وُلِدَ القديس غريغوريوس العجائبي في مدينة قيصريّة بالبنطس حوالى العام 213. نشأ في عائلة وثنيّة، ودُعِيَ ثيودورس، ولم يعرف باسم غريغوريوس إلّا بعد إعلان إيمانه المسيحي ومعموديّته. درس الآداب والفقه والخطابة، وتمتّع بمواهب عدّة مثل الحكمة والوداعة، ومال إلى الهدوء والتأمّل.
شكّل لقاء غريغوريوس بالعلّامة أوريجانوس محور التغيير في حياته، فكتب الأوّل خطابًا مدحه فيه، قائلًا: «إن ملاك الله أرشدنا في هذه الحياة، وربطنا بحبل المودّة مع هذا الرجل العظيم. وعلى الرغم من كونه مسيحيًّا ولا يعرفنا إلّا أنّه أحسن استقبالنا وفرح بنا كأننا أناس قد هداهم الله إلى شباكه ليصطادنا ويربحنا للإنجيل وينقذنا من ظلام عبادة الأوثان».
بعد عودته إلى موطنه، قرّر الانصراف إلى البرّيّة ليحيا النسك والصلاة والتأمّل في الإنجيل. لمّا ذاع صيته وبلغ فيديموس، أسقف أماسيا التي تقع قيصريّة ضمنها، أراد حينها أن يرسمه أسقفًا في مسقط رأسه. حين علم غريغوريوس بالأمر، ترك مكانه متوغّلًا في البرّيّة. على الرغم من ذلك، لم يتراجع الأسقف فيديموس عن قراره في تنفيذ رغبته إذ عمد إلى رسامته الأسقفيّة غيابيًّا وأرسل له خبرًا بذلك. لمّا كان غريغوريوس يصلّي، سمع صوتًا من السماء يحضّه على العمل وفق إرادة رئيسه فيديموس. حينئذٍ، قام على الحال، وتوجّه إلى أماسيا حيث وضع نفسه في تصرّف أسقف المدينة.