بيروت, الأربعاء 16 نوفمبر، 2022
تحتفل الكنيسة المقدّسة بعيد القديس متى الرسول في 16 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام. هو من تحوّلت حياته بلقائه المسيح من جابي ضرائب إلى مبشّر بكلمة الحياة الأبديّة.
متى الرسول هو أحد تلاميذ المسيح الاثني عشر، وعُرِفَ أيضًا باسم لاوي بن حلفى. وكان عشّارًا في كفرناحوم حيث عمل على تحصيل الضرائب من صيّادي الأسماك، على غرار بطرس ورفاقه. وكان متى من جملة الذين اجتمعوا في العلّيّة بعد صعود المسيح (أع 1: 13). وتميّز بموهبة كتابيّة وحسابيّة وإتقانه اللغات العبريّة والآراميّة واليونانيّة. وهو يظهر في الأيقونات أو اللوحات حامل الإنجيل أو يقوم بكتابته.
بعدما دعاه الربّ يسوع كي يتبعه، أقام له لاوي ضيافة كبيرة في منزله. وحضر إلى تلك المناسبة جمعٌ من العشّارين والخطأة، فبدأ عندها الكتبة والفريسيّون يتذمرّون قائلين: «ما باله يأكل ويشرب مع العشّارين والخطأة» (مر 2: 16). حينئذٍ، عرف يسوع ما يدور في أفكارهم، وأجابهم: «لا يحتاج الأصحّاء إلى طبيب بل المرضى. لم آتِ لأدعو أبرارًا بل خطأة إلى التوبة» (مر 2: 17).
حين لبّى دعوة يسوع له، كان متى يملك المال والمكانة الاجتماعيّة لكنه تخلّى عن كل شيء من دون تردّد وأعطى حياته بكلّيتها للمسيح، إيمانًا منه بكلمته. ثمّ راح يرافق الربّ يسوع، وعاين عجائبه قبل الصلب وبعد القيامة. بعدها حضر مع الرسل الذين كانوا يواظبون بروح واحدة على الصلاة مع النساء ومريم أمّ يسوع وإخوته بعد الصعود (أع 1: 14).