ليس مستغربًا أن يكون الأميركيّون الأصغر سنًا معرّضين بشكل خاصّ لهذه الادّعاءات، نظرًا لسيلٍ أحادي من المعلومات المؤيّدة للإجهاض التي وجّهتها لهم وسائل الإعلام الإخباريّة والترفيهيّة طوال حياتهم. من الضروري تزويد شباب أمّتنا (كذلك الأجيال الأكبر سنًّا بالطبع) بروايات بديلة تؤكد الحقّ بالحياة، ويتمّ التعبير عنها بذكاء وإبداع في كل فرصة متاحة.
ينبغي ألّا يحدث هذا الأمر على مستوى وسائل الإعلام فحسب بل في المؤسّسات الاجتماعيّة الكبرى الأخرى أيضًا. يمكننا جميعًا أن نلعب دورًا في نقل رسالة الحقيقة هذه إلى أولئك الذين نلتقي بهم في حياتنا، كلّما سنحت الفرصة، بل من الضروري أن يضاعف المؤيّدون للحقّ في الحياة جهودهم الشاملة لدعم النساء والأسر، خاصّة للّواتي يعانين أزمات في الحمل. لا شيء يمكن أن يكون أكثر إقناعًا من تقديم خدمة الحبّ هذه للأرواح الضعيفة. إيماننا الكاثوليكي لا يقبل بأقلّ من ذلك. بِوَصْفِنَا أتباع يسوع، يجب أن نكون حريصين على الاقتداء بمثاله في التضحية الذاتيّة في ما يتعلّق بهذه الحاجة البالغة الأهمية.
بالعودة إلى الساحة السياسيّة، من المهمّ ملاحظة أن نتائج انتخابات منتصف الولاية لم تكن بأيّ حال من الأحوال سلبيّةً تمامًا، ففي حين أن الحزب الذي سيُهَيْمِنُ على مجلس الشيوخ لم يُحْسَمْ أمره بعد، يبدو أن الحزب الجمهوري على وشك السيطرة على مجلس النوّاب. وإذا تحقّق هذا الأمر، يعني أن الرئيس بايدن سيُحْرَمُ من أيّ فرصة لتنفيذ وعده بالدفع قُدُمًا باتّجاه تشريع يُقنّن الإجهاض حسب الطلب على المستوى الوطني.
من المهمّ جدًّا أيضًا أن نلاحظ أن بعض السياسيين الذين دافعوا عن قضيّة الحقّ بالحياة قد حقّقوا نجاحات في انتخابات منتصف الولاية. وكان الحكّام الجمهوريّون رون ديسانتيس عن فلوريدا، ومايك دي واين عن أوهايو، وبريان كيمب عن جورجيا، وغريغ أبوت عن تكساس، قد وقّعوا تشريعات مؤيّدة للحقّ في الحياة لتحويلها إلى قوانين، وحقّقوا جميعًا انتصاراتٍ حاسمة في الانتخابات. وهذا يثبت أن النجاح السياسي يظلّ قابلًا للتحقيق عندما لا يُخْفِي المرشّحون المؤيّدون للحقّ بالحياة قناعاتهم ويلفتون الانتباه إلى تطرّف تأييد الإجهاض لدى خصومهم.
الحركة المؤيّدة للحياة لديها عملٌ محدّد لكن الأمر سيتطلّب حماسة سلميّة وصلاة في كل ولاية ومقاطعة، وخاصّةً في قاعات الكونغرس. هذا ليس وقت فقدان الإيمان أو الثقة بقضيّتنا وبالتزامنا تجاه الأجِنَّةِ وأمّهاتهم.
كل انتخابات مهمّة. والعام 2022 لم يكن مختلفًا. لكننا نعلم أيضًا أن آمالنا، نحن الكاثوليك، لا تعتمد على لحظاتٍ عابرة في السياسة.
بدلًا من ذلك، نعلن بجرأة إيماننا بيسوع المسيح، ونسعى إلى تحويل زماننا وثقافتنا من خلال الإنجيل.
دعونا نواصل الصلاة على نيّة قادتنا المنتخبين حديثًا حتى يسترشدوا بالحكمة والعدالة الحقيقيّة والتفاني من أجل الصالح العام للأمّة.
بارككم الله!
مايكل وارسو هو رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي للشبكة الكاثوليكية العالمية EWTN وناشر السجل الكاثوليكي الوطني.