بيروت, الاثنين 7 نوفمبر، 2022
كشف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في خلال ترؤسه الجلسة الافتتاحيّة للدورة الخامسة والخمسين التي يعقدها مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بعنوان «الإرشاد الرسولي: رجاء جديد للبنان» في الصرح البطريركي في بكركي على مدى خمسة أيّام، سبب شلل الدولة اللبنانيّة، مؤكدًا أن «الإنجاز الكبير» الذي حقّقه السياسيّون يكمن في تنزيل العلم وإقفال القصر الجمهوري وتسليم حكومة مستقيلة.
وتناول الواقع اللبناني الأليم بالقول: إذا ألقينا نظرة على واقعنا في لبنان، نجد بكل أسف أن الذين صنعوا الحرب ما زالوا هم إيّاهم يحكمون بلادنا. الأمر الذي يشلّ الدولة بسبب نار الخلافات المشتعلة تحت الرماد، ويشكّك الرأي العام الخارجيّ. ذلك أن من يصنع الحرب لا يستطيع أن يصنع السلام.
وعزا البطريرك الماروني سبب ما وصلت إليه البلاد من أوضاعٍ كارثيّة إلى أداء أهل السلطة، شارحًا: لهذا السبب لم يتمكّن هؤلاء بكل أسف من تنقية ذاكرتهم، ونشاهدهم ونسمعهم كيف يتراشقون أسلحة الكلام الجارح في وسائل الاتصال على أنواعها، في كل مناسبة وكما نشهد في هذه الأيّام. ولهذا السبب، بعد ستّ سنوات من عهد الرئيس ميشال عون، لم يتمكّنوا أو بالأحرى لم يريدوا انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة. فكان «إنجازهم الكبير» تنزيل العلم وإقفال القصر الجمهوري، وتسليم حكومة مستقيلة منذ خمسة أشهر، ولبنان في أخطر مرحلة من تاريخه السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي.
وشدّد على أن تنقية الذاكرات والضمائر هي الشرط لإجراء حوار صريح وبنّاء بين المسيحيين والمسلمين من جهة، وبين الأحزاب والكتل النيابيّة من جهة أخرى لكي يسلم العيش المشترك المنظّم بنصوص الدستور.