حلب, السبت 5 نوفمبر، 2022
دخلت المسيحيّة إلى البحرين من خلال شبه الجزيرة العربيّة التي شكّلت صنعاء ونجران وقطر (قطرايا) وعدن أبرز مراكزها، وحصل ذلك أوّلًا عبر القوافل التجاريّة التي لعبت دورًا تبشيريًّا، وثانيًا من خلال المناذرة الذين امتدّ نفوذهم إلى البحرين.
وجاء اعتناق المناذرة المذهب المسيحي النسطوري (كنيسة المشرق) نتيجة تأثّرهم برجال الدين النساطرة الذين بشّروا في عاصمتهم الحيرة، وهو ما قد تسرّب إلى البحرين، خصوصًا إلى سماهيج التي اكتُشِفت فيها آثار مسيحيّة تعود إلى القرن الخامس الميلادي، كما حوت كرسيًّا أسقفيًّا بحسب ما تُخبرنا المصادر التاريخيّة، وهو ما تأكّد في العام 2019 من خلال العثور على بقايا بيت مكوّن من غرفتَيْن لأسقف مسيحي.
كانت تتبع سماهيج قرية تقع إلى شمالها تُدْعَى «دير الراهب»، وهي قرية تطلّ على الساحل الشمالي لجزيرة المحرّق ويعود تاريخها إلى الفترة المسيحيّة وتحديدًا إلى القرن الخامس الميلادي.
وسبب التسمية يعود إلى وجود دير مسيحي تَعاقَب على الإقامة فيه الرهبان والنساك، كما سُمّي الحيّ الذي يقع فيه الدير بـ«فريق الراهب». ويبدو أنّ اختيار الرهبان لهذا الموقع يعود لسببَيْن: السبب الأوّل يتمثّل في أن أرض المنطقة هي الأعلى ارتفاعًا في جزيرة المحرّق، أمّا الثاني فهو خلوّها تقريبًا من السكّان، باستثناء أولئك الآتين من سماهيج، حيث شكّل موقع منطقة الدير معبرًا لهم وهم في طريقهم إلى صيد السمك وفي ما بعد اللؤلؤ، فتمّ استيطان الموقع تدريجًا ليصبح قرية.