وذكّر الحبر الأعظم بالأحداث الصعبة التي يعيشها بلد الأرز، مؤكدًا صلاته وقربه وعمله لكي يتبلور جهد مشترك من أجل مساعدة لبنان على النهوض مجدّدًا.
وأستشهد في هذا السياق بمقطع من الإنجيل الذي ذهب فيه يسوع إلى بيت يائيرس، وأخذ بيد ابنته الميتة، وقال لها: "قومي"، وأضاف: "ليأخذ الربّ لبنان بيده، قائلًا له: قم وأنهض!"
كما جدّد الأب الأقدس، في خلال لقائه رئيس الحكومة اللبنانيّة السابق سعد الحريري في الفاتيكان، قربه من الشعب اللبناني الذي يعيش مرحلة تتميّز بصعوبة كبيرة وعدم يقين، معربًا عن رغبته في زيارة لبنان.
وفي مناسبة أخرى، أكد البابا فرنسيس قربه من معاناة اللبنانيين في رسالة وجّهها إلى بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك رافائيل بدروس الحادي والعشرين ميناسيان، داعيًا جميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة إلى الاقتراب من بعضهم البعض وعيش الأخوّة.
نداءات من أجل بلد الأرز
لطالما وجّه البابا نداءات مستمرّة من أجل لبنان، ولا سيّما بعد الانفجار الكارثي الذي هزّ قلب العاصمة اللبنانيّة بيروت، إذ قال: "نصلّي من أجل الضحايا وعائلاتهم، ومن أجل لبنان لكي يتمكّن بالتزام جميع مكوّناته الاجتماعيّة والسياسيّة والدينيّة من مواجهة هذه المرحلة المأساويّة والأليمة بمساعدة الجماعة الدوليّة من تخطّي الأزمة الخطيرة التي يعيشها".
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
إلى ذلك، أعرب الأب الأقدس مجدّدًا عن رغبته الشديدة في زيارة لبنان في النداء الذي وجّهه في ذكرى انفجار مرفأ بيروت: "أعزائي اللبنانيين، إن رغبتي في المجيء لزيارتكم كبيرة، وأنا لا أتعب من الصلاة من أجلكم ليعود لبنان رسالة أخوّة وسلام للشرق الأوسط بأسره... بعد مرور عام على الانفجار الرهيب الذي حدث في مرفأ بيروت، عاصمة لبنان، والذي سبّب الموت والدمار، يتوجّه فكري إلى ذلك البلد العزيز، ولا سيّما إلى الضحايا وعائلاتهم والعديد من الجرحى والذين فقدوا منازلهم وعملهم"...
وفي إحدى مقابلاته العامّة مع المؤمنين، وجّه البابا فرنسيس نداءً جديدًا إلى الشعب اللبناني، مؤكدًا أن لبنان "رسالة حرّيّة، ومثال على التعدّديّة بين الشرق والغرب".
وكرّر الأب الأقدس ما قاله القديس البابا يوحنا بولس الثاني: "إزاء المآسي المتكرّرة التي يعرفها جميع سكان هذه الأرض، ندرك الخطر الشديد الذي يهدّد وجود هذا البلد. لا يمكننا أن نترك لبنان في عزلته. منذ أكثر من 100 عام، كان لبنان بلد الرجاء. حتى في أحلك فترات تاريخهم، حافظ اللبنانيّون على إيمانهم بالله، وأظهروا القدرة على جعل أرضهم مكانًا فريدًا للتسامح والاحترام والتعايش في المنطقة. وبالتالي، يصبح حقيقة التأكيد أن لبنان أكثر من دولة: لبنان هو رسالة حرّيّة، ومثال على التعدّديّة بين الشرق والغرب".