حلب, الأربعاء 2 نوفمبر، 2022
يجري البابا فرنسيس زيارة للبحرين من 3 إلى 6 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي هي الأولى لحبر أعظم في هذا البلد. فما هو واقع الوجود المسيحي وتاريخه في هذه الدولة الخليجيّة؟
يعود الوجود المسيحي في شبه الجزيرة العربيّة عمومًا إلى القرن الرابع الميلادي على أقلّ تقدير. وفي القرن الخامس، كانت البحرين مركزًا رئيسيًّا لكنيسة المشرق النسطوريّة، وشكّلت مدينة سماهيج مقرًّا أساسيًّا لها. ولا تزال قرى عدّة في جزيرة المحرق تحتفظ بأسماء مسيحيّة، منها قرية الدير. كما أن معرفتنا بوجود أسقفٍ في البحرين في أواخر القرن السابع تعطينا مؤشّرًا إلى أن المسيحيّة لم تنقرض في القرن السابع مع دخول الإسلام وإنّما شبه الانقراض حصل في القرن الثامن.
عادت المسيحيّة لتدخل البحرين من جديد منذ العام 1892 حين افتتحت الإرساليّة الأميركيّة العربيّة -وهي إرسالية بروتستانتيّة- فرعًا لها في المنامة، فأسّست تدريجًا مدارس ومستوصفاتٍ ومستشفيات، وكذلك أوّل كنيسة في الخليج العربي في العام 1906. أمّا أوّل كنيسة كاثوليكيّة بُنِيَتْ في الخليج العربي، فكانت «كنيسة القلب المقدّس» في العام 1939 على أرض قدّمها أمير البحرين. وبعد ستّين عامًا من هذا التاريخ، أقامت البحرين علاقات دبلوماسيّة مع الفاتيكان.
وقد شهدت هذه العلاقات تقدّمًا متسارعًا منذ العام 2014 عندما زار ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الفاتيكان والتقى البابا، وتلت ذلك زياراتٌ عدّة لمسؤولين بحرينيين إلى الفاتيكان. كما أيّد ملك البحرين وثيقة الأخوّة الإنسانيّة من أجل السلام العالمي والعيش المشترك التي وقّعها البابا فرنسيس مع شيخ الأزهر أحمد الطيّب في العام 2019 في الإمارات.