بيروت, الأربعاء 2 نوفمبر، 2022
تحيي الكنيسة الكاثوليكيّة تذكار الموتى في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، وهو يوم تتذكّر فيه كنيستنا المقدّسة جميع الذين رحلوا عن هذا العالم، ويقع في اليوم التالي لعيد جميع القديسين.
يحملنا تذكار الموتى إلى الاتحاد في الصلاة مع كنيستنا المقدّسة من أجل جميع أحبّائنا وأصدقائنا الذين انتقلوا إلى الحياة الثانية. نتأمّل في حقيقة الوجود من أجل تأكيد إيماننا الراسخ بربّنا يسوع المسيح المنتصر على الموت الذي قال لنا: «أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي وإن مات فسيحيا، وكل من كان حيًّا وآمن بي، لن يموت أبدًا» (يو 11: 25-26).
منذ العصور المسيحيّة الأولى، اهتمّت الكنيسة المقدّسة بتذكار الموتى المؤمنين، فأسّس القديس أوديلون تذكارًا لهؤلاء الراقدين على رجاء القيامة في العام 998. وقد حدّده البابا بونيفاسيوس الذي عيّن بدوره أيضًا عيد جميع القديسين. كما يُعَدُّ يوم تذكار الموتى عيدًا رسميًّا في تقويم الكنيسة الكاثوليكيّة، وتُقام في هذا العيد ثلاثة قداديس؛ القداس الأوّل من أجل الكاهن، خادم المسيح المحتفل بالذبيحة الإلهيّة، والثاني من أجل راحة الموتى المؤمنين. أمّا الثالث والأخير، فيحتفل الكاهن به من أجل الحبر الأعظم.
وتكمن أهميّة الاحتفال في الإفخارستيّا على نيّة نفوس أمواتنا في أننا من خلال هذه المشاركة مع بعضنا البعض في الذبيحة الإلهيّة نؤكد حضور «المسيح الذي مات، ثمّ قام، وهو إلى يمين الله يشفع لنا» (رو 8: 34)، كما أنه حاضر في كنيسته بوجوه مؤمنيه: في كلامه وفي صلاة كنيسته إذ «حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فأنا أكون هناك في وسطهم» (متى 18: 20). من هنا، نسأل إلهنا أن يرحم الموتى لكي يتنعّموا بفرحه الأزلي في جوار القديسين الأطهار.