حلب, الاثنين 31 أكتوبر، 2022
«فرحتُ بالقائلين لي: إلى بيت الربّ ننطلق». بهذه الآية من مزمور 122 عنون بطريرك الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة الأنطاكيّة مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان عظته عند ترؤّسه القداس الإلهي الذي أقيم في كاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة التاريخيّة في الباشورة-الخندق الغميق في بيروت، بمناسبة إعادة تقديسها وتكريسها، بمشاركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، ويوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، والمطران باولو بورجيا السفير الباباوي في لبنان.
وقد عبّر البطريرك يونان عن فرحه الكبير بإقامة هذا الاحتفال الكنسي في يوم مبارك ألا وهو ليلة أحد تقديس البيعة، فقال: «نحتفل بتقديس وتكريس كاتدرائيّة مار جرجس التي يحقّ لنا أن ندعوها "أيقونة" حضورنا في هذا الحيّ وسط بيروت. بالرغم من دوّامة البؤس والقلق والخوف التي يعرفها لبنان منذ سنوات، حيث انتُهِكَتْ حقوق المواطنين النزيهين، وأضحى بلدنا أضحوكةً بين الشعوب، يرثيه الأصدقاء ويتباكون عليه، ونراهم يفقدون الأمل ببقاء لبنان الحضارة والرسالة والجمال... جئنا نجدّد فعل الرجاء بقيامة هذه الكاتدرائيّة من الرماد وغبار النسيان لأنّ ملاقاة الربّ في هيكل قدسه تملأ قلوب المؤمنين بالفرح والسلام».
وشدّد يونان على أن الهدف من هذا الترميم «إحياء رمز فريد هو العيش المشترك بمصداقيّة، وقد برع فيه سكّان هذا الحيّ المنكوب طوال عقودٍ من الزمن. كما أنّه علامة رجاءٍ لبيروت المستقبل، ولبنان المزدهر الذي سيقوم من هذه الوهدة السحيقة التي أوقعه فيها أولئك المسؤولون الذين لم يكونوا على قدر الأمانة والثقة التي منحهم إيّاها اللبنانيّون، لا بل علامة رجاء للحضور المسيحي في الشرق بأسره».
كما أشار إلى العائلات التي ساهمت في بناء الكنيسة كعائلة آل طرازي وعلى رأسهم المؤرخ والأديب والعلّامة البيروتي ذو الأصول الحلبيّة فيليب دي طرازي مُؤسِّس دار الكتب الوطنيّة وأمين دار الآثار في بيروت. وذكّر بأن رئيس البلاد كان يزور الكاتدرائيّة ويحضر احتفالاتها شخصيًّا باستمرار، ولا سيّما قداس ثاني يوم عيد القيامة.