بيروت, السبت 22 أكتوبر، 2022
«شربل مخلوف. ابن فريد، صانع للسلام غير مألوف لأنّه بحث عنه في عزلة، في الله وحده الذي به عاش كسكران. لكن مصباحه الذي أضاء قمّة جبل صومعته في القرن الماضي قد شعّ بضياء أشدّ لمعانًا، وذاع سريعًا صيت قداسته». هذا ما أكده البابا بولس السادس يوم إعلان «مجد الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة شربل مخلوف» قديسًا في 9 أكتوبر/تشرين الأوّل 1977.
لعلّ صنع السلام من أهمّ القواسم المشتركة التي تجمع بين القديسَيْن شربل مخلوف والبابا يوحنا بولس الثاني، على الرغم من اختلاف طرقهما ومسيرتهما نحو الله، إذ اختار الأوّل الحياة النسكيّة في حين عاش الثاني منكبًّا على حمل البشرى إلى المؤمنين في كل أنحاء العالم.
لطالما سعى البابا الأبيض إلى نشر السلام عبر محاولاته كسر الحواجز بين الشعوب والأديان والبلدان المختلفة، فطاف في الأرض لينقل بأمانة رسالة حبّ وغفران ولقاء، فكانت حياته سلسلة وثباتٍ من المحبّة نحو الآخرين، مشجّعًا إيّاهم ليختبروا الحبّ الإلهي اللامتناهي.
بين شربل مخلوف وكارول فويتيلا قصّة وعد وعهد بين قلبَيْهما وقلب الله، لم يطفئها ظلام العالم بل ما زالت تحمل طيب المسيح وتنثر المعجزات بركات في نفوس مؤمنة اختارت يسوع سيّدًا على حياتها حتى الرمق الأخير.