حلب, الاثنين 24 أكتوبر، 2022
فاز العالم السويدي سفانتي بابو بجائزة نوبل في الطبّ مؤخّرًا، نتيجةً لما توصّل إليه في حقل التطوّر البشري. وقد أثار هذا الإعلان انقسامًا حادًّا في العالم العربي بين مؤيّد لنتائج بابو المرتبطة بنظريّة التطوّر الداروينيّة وبين شريحة أخرى من الناس معارضة لها. فما هي هذه النظريّة؟ وما موقف الكنيسة الكاثوليكيّة منها؟
يمكن تعريف نظريّة التطوّر التي صاغها العالم الإنكليزي تشارلز داروين بأنّها العمليّة التي تتغيّر فيها الأحياء بمرور الوقت بسبب تغيّر يطال سماتها الجسديّة والسلوكيّة الموروثة، إذ تسمح تلك التغيّرات للأحياء بأن تتكيّف مع بيئتها، ما يساعد على نجاتها.
لم يكن داروين الأوّل أو الوحيد الذي تحدّث عن نظريّة التطوّر، لكن نظريّته كانت الأشهر لأنّه أعطاها شكلًا جديدًا من خلال تفسير «أصل الأنواع» -اسم الكتاب الذي نشر فيه نظريّته في العام 1859- لأنّها تضمّنت افتراضات منطقيّة أكثر من سواها وشكّلت علم التطوّر الحالي. ومع الزمن، أصبحت هذه النظريّة مدعومة بتشكيلة واسعة من الأدلّة في علم المتحجّرات، والجيولوجيا، وعلم الوراثة، وعلم الأحياء التنموي.
بقي موقف الكنيسة الكاثوليكيّة من هذه النظرية متحفّظًا على مدار قرن كامل. على الرغم من ذلك، وُجِدَ في هذه الفترة بعض الكهنة الكاثوليك «العلماء» ممَّن قبِلَ بها وحاول توفيقها مع تعاليم الكنيسة، منهم الأب جورج ميفارت في كتابه «نشأة الأنواع»، والأب بيير تيلار دي شاردان اليسوعي. ومع الوصول إلى منتصف القرن العشرين، سمح البابا بيوس الثاني عشر بمناقشة نظريّة التطوّر. وقد سار في ذلك الاتّجاه وبخطواتٍ أكبر البابا يوحنا بولس الثاني الذي قال: «المعرفة الجديدة تقودنا إلى الاعتراف بنظريّة التطوّر على أنّها أكثر من مجرّد فرضيّة». كما دعا رجال الدين المسيحيين، ولا سيّما منهم العاملون على تفسير الكتاب المقدّس، إلى ضرورة الاطّلاع على آخر نتائج الأبحاث العلميّة.