روما, الخميس 27 أكتوبر، 2022
بعدما طرحنا على الخوري د. يوسف أبي زيد في مقالتَيْن سابقتَيْن أسئلة متنوّعة ترتبط بالإجهاض، نطرح عليه اليوم سؤالًا شهيرًا يتعلّق بهذه المسألة ويتوارد غالبًا إلى الذهن عند مناقشة هذا الموضوع: «هل تقبل الكنيسة بالإجهاض في حالة الخطر على حياة الحامل؟» الخوري يوسف أبي زيد حاصل على شهادة دكتوراه في لاهوت الزواج والعائلة من معهد يوحنا بولس الثاني الحبري في روما وإجازة قانونيّة في الأخلاقيّة الحيويّة من معهد سلطانة الرسل الحبري في العاصمة الإيطاليّة وإجازة في علوم الحياة والأرض من الجامعة الأميركيّة في بيروت. هو اليوم مدير معهد العائلة ومنسّق الماجستير في كليّة العلوم الدينيّة واللاهوتيّة في جامعة الحكمة في بيروت.
في حالة الخطر على حياة الحامل
قال أبي زيد: «إنّه أمر صعب جدًّا عندما يقع الخيار بين الجنين وحياة الأمّ بسبب مرض معيّن أو مشاكل في الحمل. لكن إن كانت الأمّ في حالة صعبة لا يمكنها سوى الاختيار بين حياتها وحياة الجنين. عندئذٍ، إن أرادت عيش أمومتها، لا يمكنها أن تقرّر قتله مباشرة إذ يبقى الربّ سيّد الحياة».
وأضاف الخوري أبي زيد: «الأمومة تتطلّب التضحية القصوى في أحيانٍ معيّنة، كرجل الإطفاء الذي يعلم بالخطر المحدق به لإنقاذ الناس من الحرائق لكن كونه رجل إطفاء يعني أنّه سيتحمّل هذا الخطر بشكل مستمر. الأمّ أيضًا تعيش في أمومتها شكلًا مستمرًّا من "الحبّ الأعظم". فكما قال المسيح "ما من حبّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه من أجل أحبّائه". فما تقرّر المرأة الحامل فعله تجاه الطفل الذي ينمو في أحشائها له وقع أبدي».