روما, الأربعاء 26 أكتوبر، 2022
أسئلة وتبريرات عدّة يعطيها مروّجو فعل الإجهاض: من حمل المرأة بسبب تعرّضها للاغتصاب إلى اتّهام رافضي الإجهاض بقمع حرّية الحامل. في هذه المقالة، نتابع طرح أسئلتنا على الخوري يوسف أبي زيد حول موضوع الإجهاض بعدما نقلنا في مقالة سابقة شرح هذا الأخير سبب رفض الكنيسة الإجهاض. أبي زيد حاصل على شهادة دكتوراه في لاهوت الزواج والعائلة من معهد يوحنا بولس الثاني الحبري في روما وإجازة قانونيّة في الأخلاقيّة الحيويّة من معهد سلطانة الرسل الحبري في العاصمة الإيطاليّة وإجازة في علوم الحياة والأرض من الجامعة الأميركيّة في بيروت. هو اليوم مدير معهد العائلة ومنسّق الماجستير في كليّة العلوم الدينيّة واللاهوتيّة في جامعة الحكمة في بيروت.
هل يحدّد وعي الإنسان لذاته إنسانيّته من عدمها؟
يقول الخوري أبي زيد: «هناك من يعتبر أنّ الجنين يصير إنسانًا فقط عندما يمتلك جهازًا عصبيًّا أو قلبًا أو وعيًا ذاتيًّا... وهناك من يقول: ما دام الجنين ليس واعيًّا لذاته، فالشخص الآخر، الأُمّ على سبيل المثال، يقرّر إن كان الجنين "شخصًا" أم لا. وهناك من قال إنّ امتلاك الجنين "للشعور" من عدمه يحدّد إن كان شخصًا أم لا. لكن بهذا الشكل، يصبح الحيوان شخصًا إذ يشعر بالألم وإن كان لا يملك وعيًا ذاتيًّا». وسأل أبي زيد: «الأطفال المولودون حديثًا لا يملكون الوعي الكامل لذاتهم، فهل هذا ينفي عنهم إنسانيّتهم؟ يضاف إلى ذلك أنّ الجنين يملك احتماليّة أو إمكانيّة حصوله على الوعي الذاتي في البيئة المناسبة، هو يملك الطبيعة الإنسانيّة، لكن لا يُعتبر الإنسان إنسانًا فقط إن طوّر كلّ إمكانيّاته بشكل كامل».
هل رفض الإجهاض قمع لحرّية المرأة؟