بيروت, الخميس 20 أكتوبر، 2022
أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الكلمة التي ألقاها في القاهرة تحت عنوان «التسامح في المسيحيّة ودوره في ترسيخ أسس السلام الاجتماعي» في خلال مشاركته في مؤتمر «التسامح والسلام والتنمية المستدامة في الوطن العربي»، أن التضامن بين الناس بروح المحبّة والرحمة يجب ألا يحدّه أيّ اختلاف ديني أو مذهبي أو اجتماعي، مشدّدًا على أن المسيحيّة ترتكز في تعليمها على قبول الآخر المختلف دينيًّا وثقافيًّا وإتنيًّا واجتماعيًّا، والتضامن معه لمساعدته، والتكامل مع مواهبه لخير الجماعة البشريّة والمجتمع الذي نعيش فيه.
وأوضح أن القاعدة الأساس هي أن جميع الناس أبناء للخالق الأحد وهو أبو الجميع، وكلّنا إخوة وأخوات لهذا الآب السماوي، والقاعدة أيضًا أن كلّ إنسان، ذكرًا كان أم أنثى، مخلوق على صورة الله بتنوّع فرادته، مضيفًا: لكوننا مجبولين بالضعف نحتاج إلى فضيلتَيْن أساسيَّتَيْن: المحبّة والمغفرة. هذا هو الطريق الذي يؤدّي بنا إلى «ترسيخ أسس السلام المجتمعي»، وهذه هي الوسيلة لمكافحة الكراهية ونشر ثقافة التسامح في الخطاب الديني.
وتناول البطريرك الماروني من المسيحيّة ثلاثة نماذج متكاملة عن قبول الآخر المختلف بكلّ أبعاد هذا القبول، لافتًا إلى أنها تلتقي مع تعليم الإسلام ووثيقة الأخوّة الإنسانيّة، وهي الآتية: الانفتاح على الاختلاف الديني وعدم جعله حاجزًا أمام العلاقة مع الآخرين، والتضامن مع الآخر المختلف ومساعدته على أساس المحبّة الشاملة والرحمة، والاعتراف بالتنوّع والتكامل بين الناس في الحياة المجتمعيّة.
وخلص إلى القول إن المسيحيّة وضعت كل أعمالها وإنجازاتها في مفهوم السلام والمفهوم الإيجابي للتسامح من أجل ترسيخ أسس السلام المجتمعي في العالم، وأعطت البشريّة الحقّ الطبيعي في التزام الخير، مشيرًا إلى أن قراءة الإنجيل تزيدنا توقًا للخدمة لأنها الطريق لمعرفة الآخر والتضامن معه.