بيروت, الخميس 20 أكتوبر، 2022
القديسة مارغريت ماري ألاكوك... أبصرت النور في 22 يوليو/تموز 1647 في مدينة لوتكور وسط فرنسا. تميّزت منذ طفولتها بحبّها الشديد للأسرار المقدّسة، وميلها للصلاة والصمت. لمّا تلقّت المناولة الأولى في التاسعة، راحت تمارس سرًّا أعمال التقشف، فضعفت مناعتها وأصيبت بالحمّى التي جعلتها أسيرة الفراش لأربع سنوات. بعد مرور هذه المحنة الصحيّة، أفصحت مارغريت ماري إلى صديقتها عن رغبتها العميقة في تكريس ذاتها للربّ.
مات والد مارغريت، وهي ما زالت صغيرة. وغَدَتْ عندئذٍ ممتلكات عائلتها بيد أحد الأقارب الذي منع عنهم حقّ التصرّف بالميراث. كانت تجربة أليمة للعائلة بسبب فقدان الأب، وعدم توفّر الدخل اللازم. لكن مارغريت ماري استمدّت العزاء والقوّة من زيارة القربان الأقدس باستمرار، والصلاة والتأمّل في سرّ الله المتجسّد. استعادت الأمّ الميراث، وكانت مارغريت ماري حينها في السابعة عشرة من عمرها. راحت أمّها تحضّها على الانخراط في المجتمع والتفكير بالزواج وعدم التقيّد بنذور الطفولة.
في إحدى الأمسيات، بينما كانت مارغريت ماري عائدة من أجواء الحفلات والسهر، مرتديةً ملابسها الأنيقة، شاهدت المسيح في رؤيا، وهو يعاتبها على نسيانها له لكنه أكد في المقابل مدى حبّه العميق لها بسبب وعد الطفولة الذي قطعته، وهو تكريس ذاتها له. في الرابعة والعشرين من عمرها، قرّرت مارغريت ماري أن تنجز وعدها لله، فترهّبت في دير راهبات الزيارة، ويوم أبرزت نذورها الرهبانيّة، كتبت: «كلّ شيء من الله ولا شيء مني، كلّ شيء لله ولا شيء لي، كل شيء من أجل الله ولا شيء من أجلي».
في العام 1673، ظهر يسوع لمارغريت ماري للمرّة الأولى. وحظيت بعدها برؤيا أخرى لقلبه الأقدس. كان يسوع يشير إلى قلبه، معبّرًا عن وجعه العميق بسبب نكران الناس له، وحدّد للقديسة مارغريت ماري الاحتفال بعيد قلبه الأقدس يوم الجمعة الواقع بعد أسبوع من الاحتفال بعيد القربان. كما وعد يسوع بالكثير من النعم لكلّ من سيلتزم بتوصياته وبالسجود أمام القربان المقدّس والاعتراف والقدّاس كلّ أوّل جمعة من الشهر.