بيروت, الخميس 20 أكتوبر، 2022
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس الشهيد شليطا في 20 أكتوبر/تشرين الأوّل من كلّ عام.
كان القديس أرتاميوس المعروف باسم شليطا من أبرز شخصيّات الدولة في عهد الحاكم قسطنطين الكبير. وقد حظي بلقب البطريق والدوق الجليل، وشغل منصب الحاكم العسكري على مصر. لم تبدّل المناصب والألقاب في طبعه، بل صغرت مباهج الدنيا في عينيه أمام مجد الله والسعادة الموعودة في الحياة الأبديّة. وقد شهد كلّ من عرفه على إيمانه وتواضعه ومحبّته للفقراء. كما أنه قام بنقل رفات كل من القدّيسَيْن أندراوس الرسول ولوقا الإنجيلي إلى القسطنطينيّة.
وفي عهد الإمبراطور يوليانوس الجاحد الذي عمل بكلّ سلطته على اضطهاد المسيحيين من أجل نشر الوثنيّة، انتقل إلى إنطاكية ليتابع حربه ضد الفرس، فقام باستدعاء حكّام المقاطعات مع جنودهم بهدف مساعدته في حربه. عندئذٍ، لبّى القديس شليطا النداء، وحضر مع عسكره إلى إنطاكية. وفي تلك المرحلة، كان الإمبراطور ينفّذ حكمه الظالم في كاهنَيْن مسيحيَّيْن، هما: أفجانيوس ومكاريوس، بعدما رفضا إنكار المسيح والتعبّد للأوثان. تدخّل شليطا معترضًا على تصرّف الإمبراطور، مؤكدًا أن العبادة الحقيقيّة لا تكون إلّا لربّنا وإلهنا الوحيد يسوع المسيح.
غضب الحاكم من شليطا حتى أمر جنوده بالقبض عليه، ووضعه في السجن. وفي اليوم التالي، وجّه الإمبراطور إليه تهمة اغتيال شقيقه قسطنطين إلّا أن القديس أرتاميوس دافع عن نفسه، وتابع يوليانوس حديثه معه، وهو يعده بالصفح عنه إذا تخلّى عن إيمانه بالمسيح. لمّا لم يجد الإمبراطور فائدة من محاولته، سلّمه إلى الجنود الذين أخذوا يضربونه بالمجالد حتى سقط أرضًا، فضُرِبَتْ عنقه وتكلّل رأسه بغار الشهادة في العام 363.