كنيسة البشارة للسريان الكاثوليك في الموصل هي من الكنائس التي دُمِّرَتْ في فترة سيطرة تنظيم الدولة الإسلاميّة على هذه المدينة في شمال العراق.
وقد أُعيدَ ترميم تلك الكنائس لتستقبل المؤمنين مجدّدًا، وباتت الصلوات تُرْفَعُ فيها بشكلٍ مستمرّ، كما كان المسيحيّون قد اعتادوا أن يفعلوا سابقًا.
وفي فترة سيطرة عصابات داعش على مدينة الموصل، استُخْدِمَت الكنائس والمراكز الكنسيّة لممارسة الأنشطة الإرهابيّة. وتعرّض أكثر من 35 موقعًا دينيًّا مسيحيًّا من كنائس وأديرة إلى تدمير كلّي أو جزئي. ويمكن القول إنّ كلّ المراكز الدينيّة المسيحّية طالتها يد الدمار والخراب في الموصل.
بعدما حُرِّرت المدينة وعاد الأمن إليها جزئيًّا، بوشرت أعمال إعادة الإعمار في المواقع الدينيّة. وفي حين أُعيد ترميم بعض الكنائس والأديرة، بقي الجزء الأكبر منها مدمّرًا وغير صالح لاستئناف الأنشطة الدينيّة والقداديس فيها.
في هذا السياق، تحدّث الأب رائد عمانوئيل، مسؤول كنائس السريان الكاثوليك في الموصل، لـ«آسي مينا» عن وضع المسيحيين في المدينة، خصوصًا بعد الزيارة التاريخيّة التي قام بها رأس الكنيسة الكاثوليكيّة البابا فرنسيس، فقال: «إنّ البابا أراد أن يوصل رسالة للعالم ككلّ عن مدى الدمار الذي لحِقَ بهذه المدينة. وأراد أيضًا أن يوصل رسالة سلام إلى الشعب العراقي».
حتى بعد زيارة البابا فرنسيس للمدينة التي وُصِفَتْ في خلال سنوات عدّة بأنّها «منكوبة»، لم يَعُدْ أغلب المسيحيين الذين فرّوا منها بسبب الممارسات التخريبيّة التي فرضها الإرهابيّون على سكّانها الأصليّين من المسيحيين وغيرهم من الأقلّيات الدينيّة. ولا توجد إحصائيّة شاملة بأعداد العائلات المسيحيّة التي عادت إلى الموصل، لكن يمكن القول إنّ نحو 20 عائلة فقط من الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة عاد أفرادها إلى بيوتهم وأعمالهم هناك.
وكان البابا قد زار حوش البيعة، وتحديدًا كاتدرائيّة الطاهرة للسريان الكاثوليك، المكان الذي تعرّض للخراب والدمار كونه يقع في المنطقة القديمة في الموصل، وصلّى مع المؤمنين وأعطى رسالة سلام ومحبّة لجميع فاعلي السلام. وكان لزيارته الموصل أثرٌ إيجابي، على حدّ تعبير الأب رائد عمانوئيل، ولا سيّما لناحية إرجاع الثقة التي فقدها المسيحيّون في خلال الحرب.
وعن إمكان عودة أهالي الموصل المسيحيين إلى مدينتهم، قال الأب عمانوئيل: «إنّ عودة المسيحيين إلى الموصل تحتاج إلى أمور عدّة، منها إصلاح الواقع الخدماتي، وأن يكون هناك واقع اقتصادي يُعيد هذه المدينة إلى سابق عهدها. كما أنّ الوضع السياسي يجب أن يكون مطمئنًا للمسيحيين حتى يعودوا إلى المدينة».
إلى ذلك، تُطالِبُ الكنيسة الكاثوليكيّة المحلّية بأن تتحرّك الجهات الحكوميّة لاستكمال إعادة إعمار الكنائس والمواقع المسيحيّة المدمّرة بشكلٍ أسرع، آملةً في رجوع العائلات المسيحيّة إلى مدنها وفي عودة التنوّع الديني من جديد إلى مدينة الموصل.
رئيس تحرير مرحليّ في «آسي مينا» وكالة الأنباء الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
إعلامي وصحافي ومقدّم برامج تلفزيونيّة، معروف أيضًا باسم «زين أنور».
الأكثر قراءة
1
2
3
4
5
اشترك في نشرتنا الإخبارية
رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته