بالفيديو: ما دور المنظّمات المسيحيّة في إعانة مواطني سوريا ولبنان في الحروب؟

ما دور المنظّمات المسيحيّة في إعانة مواطني سوريا ولبنان في الحروب؟ ما دور المنظّمات المسيحيّة في إعانة مواطني سوريا ولبنان في الحروب؟ | Provided by: ACN

شكّلت أعمال الجماعات الإسلاميّة المتطرّفة في سوريا سببًا رئيسًا لفرار أكثر من مليوني سوري من وطنهم الأمّ وتَعَرُّض الكثير من اللاجئين للعنف.

ما تحدّيات الكنيسة الكاثوليكيّة في سوريا؟ وما انعكاس الأزمة السوريّة على لبنان؟ وما الدور الذي لعبته منظّمة كاريتاس في هذا الصدد؟

تحدّيات الكنيسة في سوريا

أعرب المطران أنطوان أودو، رئيس أساقفة الكنيسة الكلدانيّة في سوريا، عن سعادته لما يحمله رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في سوريا من مسؤوليّة تجاه المساعدات الواجب تقديمها لرعاياهم، قائلًا: «ما أجمل هذا اليوم لما يحمله من رجاء وأمل باجتماع جميع الأساقفة السوريين لمناقشة مشاريعنا ومسؤوليّاتنا في الكنيسة الكاثوليكيّة السوريّة تجاه جميع المواطنين إذ سنتحدّث عن أعمال منظّمة كاريتاس ودورها في تنظيم المساعدات، بالتعاون مع باقي اللجان الكنسيّة».

وأشار في كلمته إلى الصعوبات والتحدّيات التي تواجه الكنيسة، لكنه أكد أنّها تعيش الكثير من الخبرات الجميلة المملوءة بالإحسان والإيمان والتضامن، قائلًا إنّ هناك عددًا كبيرًا من المؤسّسات والبرامج التي تُقدّم المساعدة لنا، على سبيل المثال كاريتاس-إيطاليا التي قدّمت المساعدات في حمص بمشاريع مميّزة، وكاريتاس-الولايات المتحدة الأميركيّة أيضًا، ونحن بدورنا نقدّم المساعدة والأعمال الخيريّة للفقراء والعائلات واللاجئين.

وتابع: «نشكر جميع الذين يساعدوننا والكنيسة العالميّة، ونخصّ بالذكر منظّمة كاريتاس الدوليّة التي تقوم بعمل إيجابي رائع لمساعدتنا».

وختم بالقول: «نأمل أن تنتهي هذه الأزمة. لا نعلم متى لكننا ننتظر حدوث ذلك. لا نعلم ماذا سيحدث، لكننا سنستمرّ بعملنا ونلتزم به في الحاضر. وبصفتي أسقفًا، أنا ملتزمٌ بعملي وأتطلّع إلى بذل كلّ جهودنا للبقاء في سوريا. شهادتنا حاضرة وكذلك رجاؤنا بمستقبل جميل».

انعكاس الأزمة السوريّة على لبنان

إلى ذلك، قال الأب بول كرم، رئيس رابطة كاريتاس لبنان السابق: «إنّ الحكومة والمجتمع الدولي يتحدّثان عن زيادة عدد اللاجئين السوريين بشكل كبير، وليس باستطاعة لبنان تحمّل أعبائهم الماليّة، خاصّة بمصادره الداخليّة المحدودة، الأمر الذي يُعتبر مسؤوليّة المجتمع الدولي لإيجاد حلول للأزمة السوريّة، فليس بإمكاننا تقديم أيّ مساعدة أو حلول باستخدام السلاح أو إقامة حرب من جديد».

وسلّط الضوء على مبادرة طرحها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي عندما كتب رسالة موجّهة إلى كل الأبرشيّات والمطارنة والكهنة، طلب منهم فيها أن يجمعوا تبرّعات لمساعدة السوريين.

وأشاد الأب كرم بالتعاون الكبير بين كاريتاس لبنان والمنظّمات العالميّة في الولايات المتحدة وأوروبا ومنها مؤسّسة الوليد بن طلال، وأبرشيّة الكلدان في ديترويت-أميركا، ومؤسّسة أبرشيّة بيت داوود، ونجدة الشرق، وشركة الإغاثة الطبّية العالميّة.

وشارك جورج خوري، المدير التنفيذي العام لكاريتاس لبنان، الإحصاءات الموجودة لدى كاريتاس لبنان التي عملت مع النازحين السوريين، قائلًا: «عندما بدأت الأزمة في العام 2011، كانت كاريتاس جاهزة لتقديم المساعدة للّاجئين جميعًا وتأمين متطلّباتهم، فرفعت المنظّمة عدد العاملين من 120 إلى أكثر من 230 موظّفًا. ولن ننسى ذكر مركزنا الموجود على الحدود الجغرافيّة في منطقة المصنع والمُعَدّ لاستقبال الوافدين الجدد من سوريا وتقديم المساعدة لهم وتسجيلهم في UNHCR. ومن خلال عمليّات المسح، تبيَّن أنّنا قدّمنا المساعدات لنحو 42 ألف عائلة، أي لزهاء 350 ألف شخص».

كذلك، تحدّثت الأخت المارونيّة دافيدا باسيل، المسؤولة عن إدارة دار لرعاية المسنّين تأسّس في العام 1950 في عهد المطران أنطوان عقل بالتعاون مع رهبنة القديسة تريزيا الطفل يسوع عن الواقع الحزين للدار، خاصّة بعد نزوح الكثير من السوريين إليه، فقالت: «نحن أربع راهبات نعتني بكبار السنّ، رجالًا ونساءً. لدينا أكثر من 100 مستفيد في الدار، يعمل على رعايتهم أكثر من 50 موظّفًا ومتطوّعًا، لكن الحرب الأخيرة عرّضت الدار لضرر مادّي كبير، ما دفعنا لنقل المسنّين إلى مكان آخر حتى نستطيع تنفيذ عمليّات الإصلاح». وأضافت: «إنّ الأزمة السوريّة كان لها دور كبير في زيادة عدد المستفيدين السوريين».

بدوره، شرح وسام طنّوس، المنسّق في مركز البقاع للّاجئين، آليّة عملهم مع المستفيدين، مردفًا: «منذ سنتين ونصف السنة، استقبلت مراكزنا الأربعة الموزّعة في زحلة وشمال البقاع اللاجئين السوريين الذين يسكنون في خيام غير رسميّة لتُقدّم لهم مساعدات صحّية ونفسيّة وخدمات مختلفة ومدارس لتعليم الأولاد. وهي تُنفّذ بعض الأنشطة للأطفال في فصل الصيف». وتحدّث عن الاحتياجات الكبيرة للمخيّمات، قائلًا: «يتزايد الطلب على مياه الشرب، ويعاني اللاجئون تسرّب مياه الأمطار إلى خيامهم».

تجدر الإشارة إلى أن الآراء المذكورة آنفًا وردت في فيلم وثائقي صُوِّرَ منذ سنوات عدّة، ووثّق مراحل مختلفة، وعُرِضَ عبر شبكة تلفزيون EWTN. وقد أعدّت إليزابيتا فالجيوستي هذا العمل الوثائقي، وتحدّثت فيه عن الأنشطة الإنسانيّة للكنيسة الكاثوليكيّة ومؤسّسة كاريتاس الدوليّة، إلى جانب عرضها قصص لاجئين سوريين في لبنان والأردن والعراق، وهي بلدان استضافت عددًا كبيرًا من النازحين السوريين.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته