القاهرة, السبت 8 أكتوبر، 2022
«أُذكّركَ بالأمانة للربّ أوّلًا، وللكنيسة السريانيّة ثانيًا، وللشعب المصري ثالثًا». هذا ما شدّد عليه بطريرك الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة الأنطاكيّة مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان وتمنّاه من المطران الجديد مار أفرام إيلي وردة، عند ترؤسه رتبة توليته وجلوسه على كرسي أبرشيّة القاهرة، وتوليته أيضًا نائبًا بطريركيًّا على السودان مساء الجمعة 7 أكتوبر/تشرين الأوّل في كاتدرائيّة سيّدة الورديّة للسريان الكاثوليك في القاهرة.
وجاء في كلمة يونان في هذه المناسبة: «احفظ الوديعة التي أُعطِيَت لك!»، هذا ما سمعناه من مار بولس وهو يطلب من تلميذه تيموثاوس أن يتذكّر أنّ الأسقفيّة، وإن كانت كرامة، فهي وديعة. الأسقفيّة هي دعوة لكرامة العمل الصالح وإكمال الرسالة التي وصلت إلينا من الربّ يسوع عن طريق الرسل. الكرامة تعني أنّ المطران مستعدٌّ لأن يقوم بهذه الرسالة مهما صَعُبَت الأحوال ومهما كانت التحدّيات كثيرةً حتى الاستشهاد. كما سمعنا من الإنجيل المقدّس أنّ الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف، نعم نحن نتذكّر أنّنا أبناء أجيال من الشهداء والمعترفين. لذلك، يعلم المطران الجديد أنّه دُعِيَ للكرامة الأسقفيّة، أي للرسالة الأسقفيّة، الخدمة بالمحبّة والوداعة والتواضع».
وقد سبقت كلمة البطريرك تلاوةٌ لكتاب التولية الذي استعرض السيرة الذاتيّة للمطران الجديد، ومن ثمّ مهمّاته في رعاية شعب الله، إكليروسًا ومؤمنين، بالمحبّة والوداعة وروح التواضع على مثال الربّ يسوع الراعي الصالح الذي جاء ليبذل نفسه عن الخراف. وأضاف الكتاب: «نحن واثقون بأنّكَ عارفٌ لما يُطْلَبُ منك في ظلّ هذه الظروف الصعبة التي يعانيها شرقنا، فتُساهم مساهمةً فعّالة في إشعاع نور الخلاص وإنجيل المحبّة والوداعة والسلام في أرض مصر المباركة التي التجأت إليها العائلة المقدّسة، ومنها انطلق الربّ يسوع عائدًا إلى الأرض المقدّسة ليُعلن بشارته».
من جهته، ألقى المطران وردة كلمة بمناسبة توليته، شاكرًا فيها الربّ، ولافتًا إلى أنّ قبوله تسلّم مقاليد الأبرشيّة جاء عن غير تفكير لأنّه كان على يقين بأنّ الله، بعنايته وتدبيره، قد اختاره لهذه الخدمة الجديدة. أمّا عن خارطة الطريق التي سيَتّبعُها في رعايته أبناء الأبرشيّة، فقال: «لله اسمٌ واحد لا غير يُدْعَى المحبّة اللامتناهية، المحبّة التي لا بداية لها ولا نهاية، المحبّة الأصيلة والحقيقيّة التي لها وجهٌ إلهي مُتجسّد يُدْعَى الربّ يسوع المسيح، عمّانوئيل الله معنا. وإذا كان الله معنا، فمن علينا... ووجه الحبّ هذا لديه أداةٌ واحدة ألا وهي الصليب المقدّس، صليب المجد، صليب الخلاص الذي به نكتشف معاني الحبّ الإلهي ونختبره، فهو قبل كلّ شيء علامة الانفتاح والتلاقي والاحترام، علامة التضحية والبذل وعطاء الذات، علامة المسؤوليّة والالتزام والأمانة، علامة الحقّ والعدل والمساواة، علامة التواضع لئلّا نتكبّر ونتباهى بأنفسنا فنتعالى على الآخرين، فتتحوّل العلاقة من صديق إلى صديق ومن أخ إلى أخ إلى سيّدٍ وعبد... الصليب هو علامة التعزية والشفاء والخلاص».