بيروت, الأحد 9 أكتوبر، 2022
تعود جذور المسبحة الورديّة إلى القرن الحادي عشر، وهي تتألف من خمسة عشر بيتًا، نتأمّل عند تلاوتها في أسرار الفرح والحزن والمجد، وقد أضاف البابا القديس يوحنا الثاني عليها أسرار النور في العام 2002. كان الرهبان يقومون بتلاوتها تعويضًا عن قراءة مزامير داوود بسبب عدم تمكّن القسم الأكبر من الشعب من القراءة، نتيجة طغيان الأمّية. كما كانت تُعرف آنذاك بالمزامير المريميّة.
في مطلع القرن الثالث عشر، بينما كان القديس دومينيك (عبد الأحد) المعروف بتعبّده للعذراء يصلّي من أجل جماعة الألبيجيين الذين ساروا في طريق الهرطقة، ظهرت العذراء مريم له، وفي يدها أيقونة صغيرة، وقالت: «لن تنجح ببراعة الكلام، بل بهذه المسبحة التي تحملها بيدك. فأنا معك، ومتى هديتهم، علِّمهم أن يصلّوها». وهكذا حصل في العام 1213، وانتشرت بعدها صلاة المسبحة في العالم. كما طلبت العذراء في ظهوراتها من القديسة برناديت في لورد، ومن أطفال فاطيما، تلاوة المسبحة بهدف خلاص الخاطئين.
إن الورديّة المقدّسة صلاة مريميّة أي باقة من الورود المعطّرة بحبّها نقدّمها لها إلّا أنّها تدفعنا حين نصلّيها إلى التأمّل في مراحل حياة المسيح، وهي من دون شكّ تساعد النفس الإنسانيّة عبر تلاوتها على الارتفاع حبًّا نحو الله. كما تجسّد حبّات الورديّة سمة الترابط من خلال حبل دائري لتصل إلى صليب المسيح المقدّس. وهكذا في الحياة، ينطلق كلّ شيء من المسيح وينتهي معه عبر الروح القدس، وصولًا إلى الآب السماوي.
لقد صبّ الكثير من الباباوات اهتمامهم على الورديّة، نذكر منهم بيوس الخامس الذي خصّص عيدًا لها في 7 أكتوبر/تشرين الأوّل 1573. كما أعلن البابا إينوشنسيوس الحادي عشر شهر أكتوبر/تشرين الأوّل بكامله للورديّة في العام 1683. أمّا ليون الثالث عشر، فأصدر اثني عشر إرشادًا رسوليًّا في خلال حبريّته للإشادة بالورديّة ودورها. وأخيرًا، أصدر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الإرشاد الرسولي بعنوان «المسبحة الورديّة لمريم العذراء» في العام 2002.