إلى المعلّمين والمرافقين الروحيّين والنفسيّين والذين يعملون بضمير،
تنتشر يومًا بعد يوم، بشكلٍ سريع جدًّا، تطبيقات مختلفة تجعل من الإنسان متمسّكًا بشكلٍ تعلّقي مرضيّ بهاتفه الخلويّ من دون أن يدرك الأمر. وعلى الرغم من أنّ الكثير من تلك التطبيقات جيّدة، وتشجّعنا الكنيسة على استخدامها بشكلٍ يليق لنشر رسالتنا المسيحيّة، إلّا أن تطبيقات عدّة منها تشكّل خطورة كبيرة على النفس، ومنها تطبيقات التعارف بين الشباب والشابات، والتي تنتشر بشكلٍ خفيّ وخبيث بينهم، وأشهرها تطبيق Tinder.
لن ندخل في المخاطر النفسيّة والعاطفيّة التي تنتج عن استخدام مثل هذه التطبيقات، والتي تشير إلى نقصٍ خفيّ في النضوج الإنساني لدى الشخص، إنّما سنعرض لكم خمسة أخطار روحيّة تقع فيها النفس المسيحيّة لدى دخولها هذه التطبيقات:
1-تزيد لدى الشاب أو الشابة «شهوة العين» التي تعتمد عليها هذه التطبيقات كمبدأ أساسي فيها. وهذه الشهوة التي نبّه منها القديس يوحنّا تقود النفس شيئًا فشيئًا إلى العادة، أي يصبح الموضوع عاديًّا جدًّا، ويتحوّل إلى رذيلة. هذا ما نبّه منه المسيح إذ قال: «أمَّا أَنا فأَقولُ لكم: مَن نظَرَ إِلى امرأةٍ بِشَهْوَة، زَنى بِها في قَلبِه» (متى 5: 28)، وأيضًا: «سِراجُ الجَسَدِ هو العَين. فإِن كانَت عَينُكَ سَليمة، كانَ جَسدُكَ كُلُّه نَيِّرًا. وإِن كانت عَينُكَ مَريضة، كانَ جَسدُكَ كُلُّه مُظلِمًا» (متى 6: 22-23).
أمّا القديس يوحنّا، فقال: «كُلُّ ما في العالَم مِن شَهوَةِ الجَسَد وشَهوَةِ العَين وكِبرياءِ الغِنى لَيسَ مِنَ الآبِ، بل مِنَ العالَم» (1 يو 2: 16).
2-تدعو هذه التطبيقات إلى «العمل في الخفاء»، وهذا هو المبدأ لدى إبليس. فهو يدعو الإنسان إلى العمل في الظلمة، في الخفاء، موهمًا إيّاه بأن لا أحد يراه حتى الله. وهذا ما يُدْخِلُ النفس في تحقيق أنانيّ للـ«أنا» بشكلٍ غير واعٍ، قائلًا للإنسان: «افعل ما يطيب لك، ما يحلو لك، ما يحقّق فيك صورتك عن ذاتك».