بيروت, الجمعة 7 أكتوبر، 2022
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديسَيْن الشهيدَيْن سركيس وباخوس في 7 أكتوبر/تشرين الأوّل من كلّ عام. هما من رفضا تقديم الذبائح للأوثان إيمانًا منهما بأنّ إلهنا ومخلّصنا وفادينا هو يسوع المسيح، وله وحده نسجد، وإيّاه وحده نعبد.
كان سركيس قائد فرقة من الجيش الروماني، أمّا باخوس فكان معاونًا له. اعتنقا الديانة المسيحيّة سرًّا. ذات يوم، دعا الإمبراطور مكسيميانوس، وفق العادة، إلى تقديم الذبائح للآلهة الوثنيّة، فحضر كلّ الأعيان وقادة الجيش لديه إلّا سركيس وباخوس. ولمّا اكتشف سرّهما، أمر بإحضارهما على الفور للمثول أمامه، فطلب منهما المشاركة بتقديم الذبيحة للأوثان إلّا أنهما رفضا طلبه، وهما يؤكدان إيمانهما الثابت بالمسيح. أمر الملك عندها بأن يُجَرَّدا من وظيفتهما في الجنديّة، ويرتديا ثيابًا نسائيّة، ويُكَبَّلا بقيدَيْن من حديد في عنقهما، ويُطاف بهما في شوارع المدينة بهدف السخرية منهما.
وقام بعدها الإمبراطور بترحيلهما إلى مدينة بالس عند نهر الفرات، وهي مقرّ الحاكم أنطيوخوس. كما أنّ هذا الأخير قد بلغ مقامه بفضل سركيس. وهو مشهور بشراسته وكرهه للمسيحيين. أخذ في البداية يتودّد إليهما كي يرجعا عن قرارهما إلّا أنّ موقفهما ظلّ على حاله. غضب حينئذٍ أنطيوخوس، وأصدر حكمه أوّلًا في باخوس، آمرًا بأن يُمَدَّد على خشبة ويُجْلَد، وتناوب الجلّادون عليه حتى خارت قواهم. ولمّا تمزّق جسده وسال دمه، رفع صوته وجراحه عميقة، وقال للحاكم: «من كان يضربني قد تعب، وملكك الظالم قد انهزم. بينما أنا قد أعدّ لي سيّدي إكليل المجد». في تلك الساعة، أسلم القديس روحه الطاهرة.
في اليوم التالي، توسّل أنطيوخوس سركيس كي يسجد للآلهة الوثنيّة ويترك المسيح. لكن سركيس ظلّ متمسّكًا بإيمانه لأنّ صوت المسيح فوق كلّ محاولات الحاكم البائسة. غضب عندها الأخير، وأمر بأن يُوضع في رجلَي سركيس حذاء، غُرِزَت داخله مسامير من حديد، ثمّ يُسار به بسرعة أمام مركبته. سار الشهيد 20 ميلًا وكانت الدماء تسيل من رجلَيْه، وبقي متحلّيًا بالصبر والتقوى، وقائلًا: «ما أطيب العذاب في سبيل من عرف من أجلنا مرارة الألم والموت صلبًا!»