بعد 11 عامًا من الحرب... السريان الكاثوليك في حماه يقيمون دورة تنشئة للتعليم المسيحي

من الدورة الأبرشية الأولى للتعليم المسيحي من الدورة الأبرشيّة الأولى للتعليم المسيحي | Provided by: اللجنة الأبرشيّة للتعليم المسيحي في مطرانيّة حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك

برعاية المطران مار فلابيانوس رامي قبلان المدبّر البطريركي لأبرشيّة حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك، أقيمت الدورة الأبرشيّة الأولى للتعليم المسيحي في دير التيراسانت في حلب. امتدّت الدورة على خمسة أيّام وشارك فيها أكثر من 86 شابًا وفتاة جاؤوا من تسعة مراكز تعليم مسيحي تابعة لكنائس الأبرشيّة.

نظّمت هذه الدورة اللجنة الأبرشيّة للتعليم المسيحي في مطرانيّة حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك والتي يرأسها الأب اسكندر بديع الترك. وتتألف هذه اللجنة من علمانيين انتدبهم كهنة رعاياهم لتمثيل مراكزهم ونقل متطلباتها. وينقل هؤلاء الممثّلون لاحقًا الخطوات العمليّة التي ترفع الأداء التعليمي والتربوي في هذا المجال مع عودتهم إلى مراكزهم.

الإطار اللاهوتي

في حديث لـ«آسي مينا»، قال رئيس اللجنة المنظّمة وممثل سوريا في الهيئة الكاثوليكيّة للتعليم المسيحي في الشرق الأوسط الأب اسكندر بديع الترك: «أقيمت الدورة تحت عنوان "الكنيسة في عيوننا" لرغبتنا البحث في واقع المسيحيّة اليوم على ضوء توجيهات البابا فرنسيس، يوم أعلن "سينودس 2023: شركة وشراكة ورسالة"، كما التعمّق في محاور ومواضيع حول الكنيسة وطبيعتها وماهيّتها ورسالتها ودورنا وشهادتنا فيها. هذا هو الإطار العام للدورة على المستوى اللاهوتي».

من الدورة الأبرشيّة الأولى للتعليم المسيحي. Provided by: اللجنة الأبرشيّة للتعليم المسيحي في مطرانيّة حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك
من الدورة الأبرشيّة الأولى للتعليم المسيحي. Provided by: اللجنة الأبرشيّة للتعليم المسيحي في مطرانيّة حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك

أربعة محاور لاهوتيّة

وشرح الترك أنّه تمّ تسليط الضوء على أربعة محاور في الشأن اللاهوتي:

«الأوّل مع الأب منير سقّال حول "الكنيسة كيف نراها". أعقبه استبيان روحي وفكري ودعوة لوقفة كل مشارك مع ذاته كي يرى من هو بالنسبة للكنيسة ومن هي كذلك بالنسبة إليه وكيف يراها.

الثاني تناول مع المطران بطرس مراياتي دور المؤمن في الكنيسة، مركّزًا على مهام كل عضو فيها، ومشدّدًا على الشراكة مع الكنيسة الجامعة والشراكة بين كنيسة الأرض وكنيسة السماء.  

الثالث مع الأب جهاد يوسف تطرّق إلى الشركة في الكنيسة تحت عنوان "الكرمة والأغصان". بيَّن فيه الأب يوسف كيف يكون الانسان كالطُعم الذي تُطعَّم به الكرمة برباط قويّ جدًّا فيُغرس بشدّة فيها ليستمد منها الحياة وينمو مع أغصان أخرى. وهذا مفهوم الشركة في جسد المسيح السرّي، كما شرح الأب يوسف.

الرابع مع الأب سمهر اسحق تحت عنوان "يا بني أصلح كنيستي"، انطلاقًا من الجملة التي قالها السيد المسيح في الحلم للقدّيس فرنسيس الأسّيزي كي يصلح كنيسة البشر. وشرح الأب اسحق أنّ هذا الإصلاح - والمسؤولون عنه جميعا - يُبنى بالضرورة على الانتماء. وفيه يُميّز بين الإصلاح من الداخل والإصلاح من الخارج، في إشارة إلى ما أصلحه القديس فرنسيس من منطلق إيمانه بالكنيسة الذي لم يتزعزع والنتائج الإيجابية التي نتجت عنه. ويأتي هذا في مقابل ما فعله مارتن لوثر الذي أراد أن يُصلح الكنيسة دون الانتماء إليها فحاول إصلاحها من الخارج وبالتالي وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم».

من اليمين إلى اليسار: الأب اسكندر الترك والأب جهاد يوسف والأب سمهر اسحق. Provided by: اللجنة الأبرشية للتعليم المسيحي في مطرانية حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك
من اليمين إلى اليسار: الأب اسكندر الترك والأب جهاد يوسف والأب سمهر اسحق. Provided by: اللجنة الأبرشية للتعليم المسيحي في مطرانية حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك

الإطار التربوي

أما بالنسبة إلى الإطار التربوي، فأضاف الترك: «كان هدف الدورة بالدرجة الأولى إعادة قطار التعليم المسيحي إلى سكّة العمل المُنظّم والمدروس والمُبرمج بعد غياب دام 11 عامًا، ولا سيّما أن معظم المشاركين هم شباب متحمّسون غيارى على الكنيسة، لم تُتَحْ لهم فرصة التنشئة بسبب الحرب. لذلك هدف إعدادهم لأن يصبحوا مربّين يعملون على نقل البشرى بحبّ وحماس ومعرفة وعلم». 

أسس تربويّة لتعليم ناجح

وختم الأب الترك بالقول: «أمّا الجانب التربوي، فارتكز على أساسيّات وأبجديّات التعليم المسيحي بمرافقة اللجنة التربويّة التابعة لجمعيّة التعليم المسيحي في حلب ذات التاريخ الطويل والعريق. فكانت هناك مواضيع لتنشئة تربويّة تشرح كيفيّة تحضير لقاء التعليم المسيحي وإحيائه وتقديمه والتعرّف على المنهجيّة الناشطة المستمدة من قصّة تلميذي عمّاوس وميزاتها وأسس نجاحها».

وفسّر الترك أنّ الدورة ضمّت حلقات تطبيقيّة، اختُتمت بعرض نماذج للقاءات تعليميّة، فاقترن الجانب النظري بالعملي. وقد تمّ إغناء الدورة بتدريب الموسيقي الأستاذ شادي نجار للشبيبة على ثلاث ترانيم جديدة، تعلّم فيها المشاركون كذلك كيفيّة تعليم الترانيم للأطفال والناشئة».

المزيد

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته