ليست الهجرة غير الشرعيّة ظاهرةً جديدة في سوريا ولبنان أو دول الشرق الأوسط إذ إنّ هذه البلدان شكّلت نقطة انطلاق لآلاف اللاجئين السوريّين واللبنانيّين وغيرهم في السنوات الماضية باتّجاه الاتّحاد الأوروبي، بسبب تصاعد حدّة الانهيار الاقتصادي الذي يعصف بالمنطقة منذ نحو 3 سنوات، ما دفع كثيرين إلى المخاطرة بأرواحهم بحثًا عن بدايات جديدة.
كان المركب اللبناني الذي أُعلِنَ غرقه الخميس 22 من الشهر الحالي واحدًا من المراكب التي حملت آمال من كانوا على متنها. وقد ابتعد المركب بهؤلاء المهاجرين ليعود ويحطّ بآمالهم الغارقة على السواحل السوريّة حيث تكدّست جثث عشرات من اللبنانيّين والسوريّين. كثيرةٌ هي قصص هؤلاء الأشخاص الذين قطعوا طرقًا وعرة وخطرة طلبًا للّجوء أو الهجرة، قبل أن يبتلع البحر أحلامهم، فيما ضاعت أحلام آخرين في البراري.
وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار وإحصاءات وصور ومشاهد تتحدّث عن ظاهرة الهجرة. وسط كلّ ذلك، لا يسعنا إلّا الصلاة من أجل الناجين والذين ما زالوا في عداد المفقودين. كما نُصلّي من أجل تحريك الرأي العام تجاه قضايا اللاجئين العالقة، ليس في الشرق الأوسط فحسب، إنّما في بلدان العالم أجمع.
البابا فرنسيس وقضايا اللاجئين
في 29 سبتمبر/أيلول 2019، وتحت شعار «ليس من أجل المهاجرين فحسب»، ترأس البابا فرنسيس قدّاسًا لمناسبة اليوم العالمي الخامس بعد المئة للمهاجرين واللاجئين، ودعا من خلاله إلى بذل المزيد من الاهتمام بجميع أولئك المهاجرين واللاجئين ضحايا ثقافة الاستبعاد والذين هربوا من نزاعات تُخاض بأسلحة صُنعت في الدول المتقدّمة.
وكشف البابا فرنسيس في ختام الصلاة عن تمثال ضخم من البرونز، يحمل عنوان «ملائكة لا مدركين» للفنّان الكندي تيموثي سكمالز، وهو عبارة عن زورق يحمل عشرات المهاجرين من مختلف البلدان والمناطق، وله جناحان يرتفعان في الوسط، مشدّدًا على رغبته في وضع التمثال وسط ميدان القديس بطرس حتى يُذكّر الجميع بتحدّيات الهجرة المعاصرة اليوم والتي يمكن تفاديها بممارسة أفعالٍ أربعة هي «الاستضافة، والحماية، والمساندة، والدمج»، وهذه الأمور تُعبّر عن رسالة الكنيسة تجاه هؤلاء الإخوة.