بيروت, السبت 1 أكتوبر، 2022
«من بين الصغار الذين أُظْهِرَت لهم أسرار الملكوت بطريقة خاصّة جدًّا، تألقت تريزيا الطفل يسوع الوجه الأقدس، الراهبة الناذرة في رهبانيّة الكرمليّات الحافيات». هذا ما أكده البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته الرسوليّة «علم الحبّ الإلهي» من أجل إعلان القديسة تريزيا الطفل يسوع الوجه الأقدس معلّمة الكنيسة.
وأكد البابا القديس الذي أعلنها ملفانة الكنيسة أنها اكتشفت في خلال حياتها أنوارًا جديدة ومعاني سرّية، وتلقّت من المعلّم الإلهي «علم الحبّ» الذي أبرزته في كتاباتها بأصالة حقيقيّة، موضحًا أن هذا العلم هو التعبير النيّر عن معرفتها بسرّ الملكوت واختبارها الشخصي للنعمة. وهو علمٌ يمكن اعتباره موهبةً خاصّة للحكمة الإنجيليّة التي استقتها تريزيا في الصلاة، على غرار قديسين ومعلّمين آخرين للإيمان.
رمز المصعد في حياة تريزيا
لقد اختبرت القديسة تريزيا الطفولة الروحيّة، تلك الطريق التي لا تحتاج إلى الإماتات والتضحيات الكبيرة كي تصبح قديسة، ووجدت وسيلة رائعة تؤهّلها للّقاء بيسوع المسيح، فأخبرت عنها في «قصّة نفس»، كاتبة: «تعلمين، يا أمّي، أنني رغبتُ دومًا في أن أصير قديسة. ولكنني للأسف، وجدتُ دائمًا، عند مقاربة نفسي بالقديسين، أن بينهم وبيني من الفرق ما يوجد بين جبلٍ تناطح قمّته السماوات، وبين حبّة رملٍ ضائعة تطأها أقدام المارة. وبدل أن تفتر عزيمتي، قلتُ في نفسي: ليس من شأن الله أن يلهم رغبات يستحيل تحقيقها. لذا، عليّ أن أحتمل ذاتي كما أنا مع كل نقائصي. ولكنني أريد أن أبحث عن وسيلة للذهاب إلى السماء، بدربٍ صغير قصير مستقيم، بدرب صغير جديد».