مصمّم أزياء لبناني عالمي، درس تصميم الأزياء واللاهوت، فتبحّر في الكلمة ليبحر في عالم الجمال، وأبدع في مجاله، موليًا اهتمامًا خاصًّا بتصميم الملابس الليتورجيّة بعدما كان هذا العمل بدائيًّا ومحصورًا ببعض المشاغل في الأديار، ما جعله يُرْفَعُ إلى المستوى العالمي للمرّة الأولى، وباتت الكنيسة في مختلف أنحاء العالم تطلب منه تصميم أثوابها الليتورجيّة، بدءًا من البابا فرنسيس وصولًا إلى الأساقفة في فرنسا وأستراليا وأميركا.
إنه ماجد بو طانوس الذي يخبر «آسي مينا» عنسرّ روعة العمل الليتورجي ومعارضه الدينيّة ومميّزات أسلوبه الفنّي الرائع.
بين الإيمان والجمال
في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، أكد بو طانوس أن الإيمان الذي يتحلّى به يجعل إنتاجه الفنّي أكثر جمالًا، مشدّدًا على أن الرسالة التي يسعى إلى إيصالها من خلال عمله تتمثّل في جماليّة الفنّ.
وأضاف: عندما يعطي الربّ الإنسان نعمة معيّنة، من المهمّ مشاركتها مع الجميع، متمنّيًا أن تنال أعماله إعجابهم.
ولفت إلى أن الفارق بين العمل الفنّي الكنسيّ والعمل المُعَدّ للدراما يكمن في أن للأوّل قواعده التي يجب الالتزام بها في حين أن الفنّان يستطيع أن يكون خلّاقًا في الثاني مع الالتزام بالحقبة المُختارَة لتجسيدها، علمًا بأن القاسم المشترك يتجلّى في اللمسة الفنّية التي تميّز أعماله أو بصمته الخاصّة، على حدّ قوله.
معارض تفيض بالروح
نظّم بو طانوس معارض لبنانيّة وعالميّة كثيرة، منها 3 معارض دينيّة، آخرها «بشكون من ذهب وكاروبيم» الذي امتدّ من 22 لغاية 25 سبتمبر/أيلول 2022.
وتضمّن المعرض 30 قطعة منالملابس الليتورجيّة والبشكون (قطعة قماش مستطيلة يضعها الكاهن على أكتافه عندما يرفع القربان ويزيّحه، وتُعْرَفُ بأجنحة الملائكة)، فضلًا عن قطعة خاصّة تُجَسِّد رسومات الفنّان صليبا الدويهي المعروف برسمه كنيسة سيّدة الديمان ومار يوحنا في زغرتا ومار شربل في عنايا، فاحتوى المعرض على لوحات تمثّل المسيح القائم من الموت، وزيارة مريم العذراء نسيبتها أليصابات وانتقال مريم إلى السماء.
غفارة تحمل جراح بيروت
لم ينسَ المؤمنون روعة الغفارة التي ارتداها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الذكرى السنويّة الأولى على انفجار مرفأ بيروت.
في هذا السياق، قال بو طانوس إن هذا الانفجار هو جرح كبير ما زال ينزف في حياتنا، وإننا عشنا هذه المأساة وخسرنا أناسًا من جرّائها، وإنه فكّر بتقديم عمله لبيروت والشهداء، فوُلِدَت فكرة الغفارة وبدأ تصميمها واستغرقت وقتًا طويلًا ليجسّدها.
وشرح معاني الغفارة ورموزها بالقول: الغفارة مكوّنة من الحرير الطبيعي الأبيض، وصُمِّمَت خصّيصًا للبطريرك الماروني الذي أُعطي مجد لبنان، فهو يحمل بدوره هذا الوطن على منكبَيْه كما حمل المسيح صليبه.
وتابع: تتوسّط الغفارة خريطة لبنان من جهة الظهر، وفوقها ووسطها ارتفع المسيح المنتصر على الموت، رافعًا راية الانتصار بدلًا من غمامة الموت التي ارتفعت في سماء الوطن بعد الانفجار، وجاذبًا إليه جميع الشهداء الذين سقطوا في 4 أغسطس/آب 2020.
وأردف: عند قدمي المسيح، ارتفعت أرزة لبنان بخيوطٍ من الذهب، وتساقطت منها قطرات الدماء التي تحوّلت إلى وابل من الورود الحمراء؛ حملت كل واحدة منها بخيوط الذهب اسم شهيد، وتناثرت في فضاء هذه الغفارة ورود حمراء، لون الحبّ لأن شهداءنا الأبرياء أحبّوا لبنان حتى الموت، وهُرِقَت دماؤهم على مذبح الوطن.
وقال: أما إكليل الشوك الأخضر، التاج الذي وُضِعَ على هامة المصلوب، فيلفّ لبنان والأرز، وطن الرسالة الذي ارتفع على صليب الشهادة مرارًا وهو كالمسيح يُساق إلى الذبح كحملٍ لم يفتح فاه.
وختم بو طانوس شرحه عبر «آسي مينا» بالقول: كما نبت القمح في مرفأ بيروت المنكوب، نبتت بين الورود سنابل القمح، وامتزجت دماء جميع الشهداء بها، رمزًا لتعب الإنسان وجهده في رفع تقدمة مقدّسة على مذبح الوطن.
مديرة التحرير السابقة في «آسي مينا»، صحافيّة لبنانيّة ملتزمة. سعيت دومًا في مسيرتي المهنيّة إلى حمل شعلة البشارة باسم يسوع المسيح وإيصال كلمته إلى أقاصي الأرض.
الأكثر قراءة
1
2
3
4
5
اشترك في نشرتنا الإخبارية
رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته
شهادة حياة طبيب لبناني مؤمن، قرّر اتّباع تعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة في مهنته، فامتنع عن وصف العلاجات التي ترفضها عروس المسيح لأنه اختار طاعتها في كل تفاصيل حياته. إنه د. آلان شلهوب الذي يشارك قرّاء «آسي مينا» مسيرة نابضة بطاعة تعاليم الكنيسة والإصغاء إلى كلمة الله.