بيروت, الجمعة 30 سبتمبر، 2022
أبصرت تريزيا النور في مدينة ألنسون الفرنسيّة، من أبوين تقيَّيْن، هما زيلي جيران، ولويس جوزيف مارتان. كما نالت الطفلة تريزيا سرّ العماد بعد مرور يومَيْن على ولادتها في كنيسة البلدة، ودُعِيَت باسم «ماري فرنسواز تريز». ولمّا بلغت الرابعة والنصف من عمرها، ماتت أمّها بسبب صراعها الأليم مع مرض السرطان، وكان لذلك أثره العميق والموجع في نفسها. رأت عندئذٍ في أختها الكبرى بولين أمًّا أخرى لها.
انتقلت العائلة بعد وفاة الأمّ إلى العيش في قرية ليزيو، وكانت القديسة تريزيا تتنزّه مع والدها باستمرار في أحضان الطبيعة، وهي تتأمّل جمال مخلوقات الله وما صنعت يداه. كما راحت ترافقه أيضًا إلى الكنيسة. ولقد وجدت في تأمّلاتها في الكتاب المقدّس ما كانت تطمح إليه. وكان شعارها الدائم هو قول يسوع المسيح: «إن لم تعودوا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السماوات» (متى 18: 3)، وعاشت الطفولة الروحيّة بكلّ أبعادها طوال حياتها.
ولمّا بلغت الخامسة عشرة من عمرها، دخلت إلى دير سيّدة الكرمل في ليزيو، بعدما عرفت الكثير من المعارضات بسبب صغر سنّها، إلّا أنّ إرادة الله كانت أقوى من كلّ شيء، وهذا ما أكّده لها البابا لاون الثالث عشر عند زيارتها له مع أبيها من أجل نيلها موافقته للدخول إلى الرهبنة، إذ قال لها حينها: «ستدخلين الدير إذا كانت هذه إرادة الله». تميّزت في الدير بسلوكها طريق البساطة الروحيّة، فارتقت في خلال سنوات وجيزة نحو قمم الإيمان والرجاء. ومن ثمّ، عرفت كيف تظلّ أمينة للربّ يسوع، على الرغم من التجارب الروحيّة والصحيّة. وبعدها، عملت بتوجيهات أخواتها الراهبات حول ما يتعلّق بالمتطلّبات الرسوليّة للكنيسة.
انتقلت تريزيا الطفل يسوع إلى الحياة الأبديّة في 30 سبتمبر/أيلول 1897. كما أعلنها البابا بيوس الحادي عشر في العام 1925 قديسة، ومن ثمّ جعلها شفيعة للمرسلين في العالم. وفي اليوبيل المئوي على وفاتها في العام 1997، وضعها القديس البابا يوحنا بولس الثاني في مرتبة معلّمي المسكونة بإعلانها «معلّمة الكنيسة الجامعة».