كييف, السبت 1 أكتوبر، 2022
تشتهر أوكرانيا بأنّها دولة ذات غالبيّة مسيحيّة أرثوذكسيّة، بعد دخول المسيحيّة إليها في القرن العاشر على يد فلاديمير الأوّل. في المقابل، هناك الكنيسة الكاثوليكيّة الحاضرة في البلاد منذ مئات السنين، وإنْ كانت تتبع دولًا أخرى. والكنيسة الكاثوليكيّة التي حملت اسم جمهوريّتها وأصبحت تُلحَق بكلمة «أوكرانيّة» تتبع مباشرةً الكرسي الرسولي في روما، وهي لم ترَ النور إلا في ستينيّات القرن المنصرم.
ما تاريخ هذه الكنيسة؟ وما حاضرها، خاصّةً في ظلّ الحرب الحاليّة؟
بعد الحرب العالميّة الثانية، اعتقلت السلطات السوفياتيّة كلّ من كانت تراه يُهدّد عقيدتها الإلحاديّة، سواء من رجال الدين الأرثوذكس أم الكاثوليك، فمنهم من تمّت تصفيته، ومنهم من نُفِيَ أو سُجِنَ، كما حصل في العام 1945 مع عشرة أساقفة كاثوليك، من بينهم يوسف سليبي الذي أفرِجَ عنه بعد 18 سنة بفضل تدخّل البابا يوحنا الثالث والعشرين ليقود بعدها الكنيسة الكاثوليكيّة في أوكرانيا بصفته رئيسًا لأساقفتها، وهي رتبة قريبة سلطتها القانونيّة نسبيًّا من سلطة البطريرك، مَنَحه إيّاها البابا بولس السادس بدلًا من رتبة البطريركيّة التي تحفّظ على إعطائها له ليُصبح بعدها سليبي كاردينالًا في العام 1965.
مُذّاك، نمت الكنيسة بقوّة على الرغم من الصعوبات الجمّة التي لاقتها والسرّية الكبيرة لنشاطاتها. ولم تنعم الكنيسة الرومانيّة الكاثوليكيّة الأوكرانيّة بالراحة والحرّية وتستعيد التقاط أنفاسها إلّا في أواخر العام 1989 مع الأمين العام للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت وحاكم البلاد الفعلي ميخائيل غورباتشوف -المُتَوَفّى أواخر أغسطس/آب الماضي- الذي التقى البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان، معلنًا صراحة أنّ المؤمنين لهم الحقّ في تلبية احتياجاتهم الروحيّة. وقد تزامن هذا الإعلان مع إعلان آخر للسلطات في الاتحاد السوفياتي بأنّ الحكومة ستعترف رسميًّا بالكنيسة الكاثوليكيّة، مانحةً إيّاها الحرّية، ومعيدةً إليها كنائسها التي سُلِبَتْ منها.