وأضاف البيان أن المحطات التالية ستكون في طرطوس وحمص، مع أبرشيات السريان والموارنة والروم الملكيين، واحتفل بالقداس الإلهي وزار قبر الأب اليسوعي فرانس فان دير لوخت وكاتدرائيات السريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس. من ثم انتقل الكاردينال ليوناردو ساندري إلى حلب. حيث احتفل بالقداس الإلهي بالطقس اللاتيني في النيابة البطريركية، والتقى بالمكرسين ورؤساء الجمعيات الخيرية وكهنة المدينة، كما أنه احتفل بعدها بصلاة مسكونية تلاها لقاء بين الأديان. بعدها تخللت الزيارة وقفات صلاة قصيرة في كل من الكاتدرائيات الكاثوليكية في المدينة القديمة (حيث يتواجد أساقفة الموارنة والروم الملكيين والسريان والأرمن والكلدانيين واللاتين)، ليغادر بعدها الكاردينال ليوناردو ساندري إلى يبرود ومعلولا، قبل أن يعود إلى دمشق ومن هناك إلى روما.
ومن بين المواضيع التي تمَّ التطرّق إليها النزيف الخطير للمؤمنين وخاصة الشباب الذين غادروا البلاد أو يحلمون بالقيام بذلك، مع ضرورة دعم المشاريع الصغيرة للبقاء بقربهم، كما تفعل بعض الجماعات الإنجيلية التي قدمت من الخارج، والتي ليس من السهل دائمًا فهم عملها أو يتمُّ تفسيره كشكل من أشكال الاقتناص في الأوساط الأرثوذكسية وحتى الكاثوليكية. كذلك، في الإطار الكاثوليكي، من الضروري أن يوضع قيد التنفيذ مسار التنسيق في الأعمال الخيرية من أجل تجنب أن تتمَّ مساعدة شخص ما عدة مرات من جهات مختلفة فيما يبقى بعض الفقراء على الهامش. كذلك أعرب الكثير من الكهنة عن شكرهم للمجمع الشرقي على الدعم الاستثنائي الذي قدّمه خلال السنوات الأخيرة لجميع الكهنة والمكرّسين العاملين في سوريا. في سياق الإرهاق الذي تعيشه سوريا، حظيت الكنيسة بفرصة كبيرة للبقاء بالقرب من الشعب المُتألِّم، مثل العديد من الجمعيات كذلك شكّلت بعض حالات الفساد أو الافتقار للشفافية مخاطرة للتعتيم على الخير الذي تم القيام به ويتم القيام به، ولذلك من الضروري دائمًا أن يسهر الجميع. كذلك يمكن أن تتحسن العلاقة بين الأساقفة والكهنة، لكي لا تكون مجرّد نقل للإرشادات التي يجب اتباعها، بل أن تنمو في ثقة متبادلة حقيقية.
وتحدث النائب الأسقفي وكاهن رعيّة اللاتين في حلب عن زيارة عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري إلى حلب والرسالة التي تركتها هذه الزيارة للرعايا المسيحية جمعاء فقال:
كان قرب البابا من سوريا "الحبيبة والمعذبة" هو النجم الذي قاد لزيارة الكاردينال ليوناردو ساندري، عميد مجمع الكنائس الشرقية. وبعد عودته إلى الفاتيكان حمل الكاردينال معه ألم بلد يمتحنه صراع دام عقدًا من الزمان كما حمل العديد من بذور الرجاء مثل العمل العظيم للجمعيات الخيرية التابعة للكنيسة، والالتزام مع الشباب لمنحهم منظورًا جديدًا، والحوار بين مختلف الأديان وإعادة اكتشاف الإيمان المسيحي الحقيقي لأنه، كما شهد أحد المكرّسين الذين التقاهم الكاردينال ساندري: "إنَّ الحرب قد حوّلتنا بطريقة ما".
مراسلة في «آسي مينا». أؤمن بأن الإعلام رسالة مقدّسة لإيصال جوهر رسالة المسيح إلى البشريّة، رسالة محبّة وسلام في عالمنا العربي.