وأضافت: "أما الكنائس تعود إلى الفترة البيزنطية مثل أم الزنار وماراليان وهي بذات الأسلوب العمراني المعروف لكنائس (البازيليك)، وفيها عدد من الأيقونات الأثرية التي تزينها، لافتةً إلى أنه تم توثيق كل الأيقونات وتحديد أماكن الضرر فيها وإرجاعها إلى الكنائس".
وتمت هذه الأعمال الترميمية لتعود كنيسة "أم الزنار" وتستعد لاستقبال زوارها من أنحاء العالم مع قرب انتهاء عمليات إعادة ترميمها من التخريب الذي لحق بها، حيث تعود كنيسة "أم الزنار" إلى فجر المسيحية في الشرق وتعد من أقدم كنائس العالم، بناها القديس إيليا أحد رسل السيد المسيح تحت سطح الأرض في أواسط القرن الميلادي الأول، لتسهيل التعبد السري لأتباع الديانة المسيحية، حماية لهم من البطش الذي لاقاه معتنقوها على أيدي الإمبراطورية الرومانية آنذاك.
وتتميز كنيسة السيدة العذراء، والتي تمت تسميتها بـ "أم الزنار" في أواسط الخمسينيات من القرن العشرين، بوجود الذخيرة الأقدم للسيدة العذراء (الزنار) في العالم، وهو زنار حقيقي لثوب مريم العذراء تم حفظه في الكنيسة القديمة الواقعة في حي الحميدية بمدينة حمص القديمة.
ويقول كاهن كنيسة السيدة العذراء "أم الزنار" للسريان الأرثوذكس، الأب زهري خزعل: "يعود تاريخ الكنيسة القديمة إلى عام 59 ميلادي، كان يختبئ فيها المسيحيون قبل صدور مرسوم (ميلانو) وهي تحت الأرض بمسافة أكثر من سبعة أمتار، حيث بدأنا بترميمها عام 2007، ونتيجة الأحداث التي عصفت بالمدينة توقف العمل، وحالياً عدنا لترميمها". وأضاف الأب خزعل: "تم اكتشاف قسم ثان فيها، وبسبب الانهيارات نعمل على ترميمه وإعادته كما كان وأجمل. وحالياً يشرف مهندسون وأخصائيون بالآثار على العمل الذي ينصب على إظهار دور الكنيسة وجدران هذا المكان في إثبات وجود المسيحية مند آلاف السنين.
كما بينت المهندسة السمان أن حمص تعد مدينة روحية لغناها الثقافي الروحي، وتشدد على السبب الرئيسي لذلك نتيجة وجود عدد من الجوامع المجاورة للكنائس، حيث شكلت مساراً سياحياً روحياً للمهتمين والمتخصصين والزوار، مشيرةً إلى أن المديرية حتى الآن تقوم بتوثيق جميع الجوامع والكنائس الأثرية المتضررة ليستطيعوا اكمال عمليات الترميم فيما بعد.
مراسلة في «آسي مينا». أؤمن بأن الإعلام رسالة مقدّسة لإيصال جوهر رسالة المسيح إلى البشريّة، رسالة محبّة وسلام في عالمنا العربي.