روما, الجمعة 16 سبتمبر، 2022
أقامت إرساليّة العائلة المقدّسة في مدينة ليون الفرنسيّة، والتابعة للكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة، رحلة حجّ لعائلات الكنيسة إلى عدد من المدن الإيطاليّة. وضمّت الرحلة 54 شخصًا رافقهم كاهن الإرساليّة الأب مجيد عطاالله، وشملت حضور تعليم البابا فرنسيس الأسبوعي، ولقاء البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان.
للوقوف على تفاصيل تلك الرحلة، أجرت «آسي مينا» لقاءً مع الأب عطاالله، قال فيه: «على الرغم من حداثة الإرساليّة في ليون، والتي تأسّست عند مجيئي إلى المدينة في الأوّل من سبتمبر/أيلول من العام الماضي، أقمنا عددًا من البرامج لخدمة الرعيّة، مثل برنامج التعليم المسيحي، وبرنامج التعليم والتحضير للمناولة الأولى وبرنامج لقاء الشبيبة وبرنامج سباق المحبّة، ويُضاف إلى كلّ ما سبق برنامج لقاء العائلة الذي نحاول أن نتناول فيه أهمّ التحدّيات التي تُواجهها العائلات المشرقيّة في كنيستنا، ولا سيّما في ما يخصّ الشأن الاجتماعي، من خلال التوعية وتذليل الهوّة والعقبات بين مجتمعَيْن مختلفَيْن تمامًا، المجتمع الشرقي القديم والمجتمع الغربي الحالي الذي يعيشون فيه، لنصل إلى تربية صحيحة وتنشئة مسيحيّة نحافظ من خلالها على إيمان آبائنا وأجدادنا الذي يجب أن نكون أمناء عليه لتسليمه لأبنائنا وأحفادنا».
وأضاف: «بعد سنة من التأسيس، أردنا إقامة رحلة حجّ إلى إيطاليا لا تخلو من بعض المحطّات الترفيهيّة. فتوجّهنا أوّلًا إلى بادوفا، تحديدًا إلى كنيسة القديس أنطونيوس البدواني. إنّها لنعمة كبيرة أن نرى هذا المكان ونصلّي فيه. وانتقلنا في اليوم التالي إلى البندقيّة لبضع ساعات، ثمّ إلى أسيزي التي زرنا فيها أهمّ الأماكن الدينيّة وفي مقدّمها ضريح القديس فرنسيس الأسيزي حيث صلّينا أمامه آبون دبشمايو (صلاة الأبانا) باللغة السريانيّة. ذهبنا أيضًا إلى كاشيا وكنيسة القديسة ريتا هناك، واحتفلنا فيها بالقداس الإلهي بحسب الطقس السرياني، وترك هذا الأمر أثرًا عظيمًا في النفوس، بانَ في تلألؤ الدموع في العيون. كان بحقّ جوًّا روحيًّا لا يوصف. بعدها، أقمنا في روما ثلاثة أيّام، زرنا فيها الكنائس المهمّة، كالكنيسة الباباويّة للقديس بولس خارج الأسوار وكنيسة القديس يوحنا المعمدان في اللاتيران وكنيسة مريم الكبيرة وكنيسة مار بطرس. وسنحت لنا فرصة كبيرة بحضور تعليم البابا فرنسيس الذي رحّب بنا بالاسم، فترك ذلك بصمة استثنائيّة فينا».
وتابع: «سنحت لنا فرصة أخرى تمثّلت بلقاء راعينا البطريرك يونان في مقرّ الوكالة البطريركيّة السريانيّة في كامبو مارسيو حيث رحّب بنا في كلمته التشجيعيّة التي ألقاها، مثنيًا على غيرة العائلات والتزامها الكنسي، وحاضًّا إيّاها على متابعة خدمتها في الكنيسة. من جهتنا، أهدينا أبانا البطريرك أيقونة العائلة المقدّسة، عربون محبّة وشكر وإكرام. واختتمنا الرحلة إلى بيزا مع برجها المائل الشهير، وعُدْنا إلى ليون. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى العناية الكبيرة للبطريرك، من حيث استقصائه وبحثه عن مكان وجود أبناء الكنيسة، بهدف إرسال كاهن إليهم يرافقهم روحيًّا. من هنا، أبصرت إرساليّة ليون الفرنسية النور، وغايتها الأساسيّة كانت وما زالت الجمع بين التراث السرياني والثقافة المشرقيّة الماضية من جهة، مع الثقافة الغربيّة التي تعيشها العائلات في الوقت الراهن، فنتعلّم من القديم والجديد لكي نخرج بما هو أفضل».