حلب, الخميس 15 سبتمبر، 2022
يعيد آلافٌ من الأرمن السوريين المسيحيين بناء حياتهم في أرمينيا، من دون التفكير بالعودة إلى سوريا، بسبب الأوضاع والضيق الذي يُعانيه هذا البلد. وقد لوحظت عودة البعض منهم إلى حلب لبيع شقّة أو متجر كي يعودوا بالمال إلى المكان الذي يمنحهم بصيص أمل لبناء حياة كريمة لأولادهم من بعدهم، على الرغم من معاناتهم بعض التعقيدات مع الجمارك الأرمينيّة.
قبل بداية الحرب السوريّة، كان نحو 90 ألف سوري أرميني يعيشون في سوريا، يمكثُ ثلثاهم في حلب، ويتحدّر معظمهم من عائلات فرّت من موطنها الأصلي في العام 1915، هربًا من المذابح العثمانيّة. أمّا الحرب السوريّة، فيبدو أنّ تداعياتها كانت لها آثار خطيرة على وجودهم في البلاد، إذ إنّ العودة إلى سوريا باتت احتمالًا بعيدًا بالنسبة إليهم. فبالرغم من توقّف الحرب، ما زال هناك نقص شديد في الكهرباء والوقود والماء في سوريا.
قد ينظر الأرمن السوريّون اليوم إلى أرمينيا على أنّها خيار آمن للّجوء، ليس لأنّها موطنهم التاريخي وبلدٌ مسيحيّ فحسب، بل نظرًا إلى سياسات الهجرة المتساهلة المطبّقة فيها أيضًا، إذ تعتمد الحكومة الأرمينيّة إجراءات خاصّة لمساعدة اللاجئين السوريّين، وخوَّلت قنصليّاتها في سوريا والعراق ولبنان إصدار وثائق جنسيّة وجوازات سفر للأرمن السوريين مجّانًا.
لكن المشاكل الاقتصاديّة التي تُواجهها أرمينيا صعّبت عليها توفير مأوى وفرص عمل للأرمن السوريين الوافدين. ويقتصر العون الذي تُقدّمه الحكومة الأرمينيّة للأرمن السوريين على التعليم والعناية الصحّية وتوفير الوثائق.