بيروت, الأربعاء 7 سبتمبر، 2022
استغرب المطارنة الموارنة الذين عقدوا اجتماعهم الشهري في المقرّ الصيفي للبطريركيّة في الديمان، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيّات المارونيّة، التلكؤ الرسمي عن تشكيل حكومة جديدة بالسرعة التي تتطلّبها ظروف البلاد الصعبة والدقيقة، ودعوا المعنيّين بالأمر إلى طرح المحاصصة والشروط المتبادلة جانبًا، وعدم دفع الأوضاع السياسيّة إلى المزيد من التعقيد المُولِّد لانقسام في الرأي يتناول الدستور وموجباته.
وأهاب المطارنة الموارنة بأعضاء المجلس النيابي، كتلًا ومستقلّين، رفض مجرّد التفكير بالشغور في سدّة الرئاسة بحكم الدستور، والمبادرة إلى انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، مع بدء المهلة الدستوريّة، لافتين الانتباه إلى أن الشعب الذي أوكل إلى نوّابه مهمّة التشريع والرقابة وإتمام الاستحقاقات الدستوريّة في موعدها وعلى نحو طبيعي وسليم، يحمّلهم مسؤوليّة المماطلة في العمل الانتخابي، والمُنتظر منه أن يأتي على رأس الجمهوريّة بشخصيّة متمتّعة بالمواصفات التي أصبحت معروفة ومنفتحة على محاورة الأطياف السياسيّة كلّها، ومؤهَّلة وقادرة على الإسهام الفعّال في وضع لبنان على سكّة الإصلاح والتعافي.
وأعربوا عن قلقهم الشديد أمام تهاوي الجسم الإداري والقضائي والرقابي والأمني، فيما جنون الأسعار وانعدام توافر المتطلّبات الحياتيّة الدنيا، من غذائيّة وكهربائيّة ومائيّة وصحيّة، يلقيان بالمواطنين ضحيّة فوضى لا يعرف أحد مُنتهاها، مناشدين المسؤولين في القطاعَيْن العام والخاص تحكيم ضمائرهم والنظر إلى مصلحة الدولة والشعب وتقديمها على أيّ مصلحة أخرى، ضنًّا بما تبقّى من مقوّمات لهذه الدولة.
ووجّه المطارنة الموارنة تحيّة إلى المؤسّسة العسكريّة في جهودها الهادفة إلى ضبط الأوضاع والحؤول دون تفلّتها، ورأوا أن للبنانيّين جميعهم مسؤوليّة كبرى في مؤازرتها لنجاح المهمّات المُلقاة على عاتقها.