بيروت, الأربعاء 7 سبتمبر، 2022
اختبرت معلّمة الكنيسة القديسة تريزيا الطفل يسوع الحبّ المريمي والحنان الأمومي والشفاء من مرض خَطِر ألمّ بها، واجتذبتها مريم العذراء إليها منذ طفولتها، فكتبت عن حضورها المشرق في حياتها.
ابتسامة مريم تشفي تريز الصغيرة
لم يكن 13 أيّار 1883 كسواه من التواريخ في حياة الطفلة تريز مارتن إذ طُبِعَ بشفاء من المرض الذي أصابها في صغرها، فكتبت ساردةً ما حصل معها: «حين لم تجد تريز الصغيرة المسكينة عونًا لها على الأرض، التفتت إلى أمّها السماويّة، والتمست منها من كل قلبها أن ترأف بها… وفجأة، ظهرت لي العذراء القديسة جميلة، حتى إنني لم أكن قد رأيت أبدًا جمالًا مماثلًا، وكان وجهها يتدفّق عذوبة وحنانًا لا يوصف… إلا أنّ ما خرق أعماق نفسي كانت ابتسامة العذراء القديسة الخلابة، فتلاشت، عندها، كل غمومي، وسالت دمعتان كبيرتان من مقلتيّ، وتدحرجتا بصمت على وجهي. لقد كانتا دمعتي فرح لا تشوبه شائبة»…
وتابعت القديسة تريز الصغيرة واصفةً اختبارها: «فقلتُ في نفسي: آه، إن العذراء قد ابتسمت لي، فكم أنا سعيدة!... أجل! لكنني لن أبوح لأحد بذلك أبدًا، مخافة أن أفقد سعادتي. من دون أي جهد، أخفضت نظري، فرأيت ماري وهي ترنو إليّ بحبّ. وكانت تبدو متأثّرة، وكأنها تدرك النعمة التي منحتها لي العذراء القديسة… آه! إنني مدينة لها ولصلواتها المؤثّرة بنعمة ابتسامة ملكة السماء. وحينما رأتني أحدّق في العذراء القديسة، قالت في نفسها: لقد شُفِيَتْ تريز!»