المتن, الثلاثاء 30 أغسطس، 2022
برعاية وحضور الرئيس العام للرهبانيّة الشويريّة الأرشمندريت برنار توما، أقامت كلٌّ من جوقة القديس استفانس المُنشئ، وجوقة الكُلّية القداسة الملكيّة (الباناجيّا)، أمسية موسيقيّة بيزنطيّة في كنيسة القديس نيقولاوس في دير مار يوحنا الصابغ في الخنشارة-لبنان، لمناسبة الاحتفال بتذكار قطع هامَةِ مار يوحنا المعمدان شفيع الدير.
وللوقوف على تفاصيل هذا الحفل والجَوقَتَيْن، أجرت «آسي مينا» مقابلة مع المرنّم في الكرسي الأنطاكي لكنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك، الأب رومانوس بشير الأوسطة، مؤسّس الجَوقتَيْن ومدرّبهما، شرح فيها أنّ «أهمّيّة هذه الأمسية التي أحيَيْناها تكمُن في تعزيز الترنيم الجماعيّ. فنحنُ، في الترنيم البيزنطي، نُعاني الفرديّة التي تخلق حالًا من الفوضى وعدم التنظيم إنْ صحَّ التعبير. لا بأس بالترنيم الفردي، لكنّ الجوقة تُمثّل النمط الأصحّ لهذا النمط الموسيقي، ولصورة الكنيسة والفكر المسيحي عمومًا. هذه النقطة نُحاول دائمًا أن نوضحها ونتكلّم عنها، والأمسية الأخيرة لم تكُن استثناءً».
وقال: «إنّ العنصر الآخر المميَّز في تلك الأمسية هو العمل المشترك بين الجوقتَيْن والذي يُعبِّر عن الطابع الوحدوي لجوقاتنا البيزنطيّة. وهو ما قمنا بتعزيزه مؤخّرًا، من خلال توقيع بروتوكول بين عدد من المدارس الموسيقيّة البيزنطيّة، هدفُه توسيع قاعدة التعاون في ما بينها ليشمل كل النواحي، كالتعليم والتدريب والأبحاث والثقافة، وكذلك النشاطات والمناسبات والصلوات الطقسيّة والتسجيلات الصوتيّة وغيرها، مع التركيز على التأليف الموسيقي البيزنطي، على أن يكون هناك منهجٌ واحد تعتمده كلّ تلك الجوقات، وهو منهج مدرسة استفانس المُنشئ وأساسه الكتاب الذي أصدرته في العام 2016 ويحمل عنوان المنهج الشامل في الموسيقى البيزنطيّة، وهو منهج متكامل أسعى مع الوقت إلى تطويره وأن يخرج بأجزاء أخرى جديدة».
وفي ما يتعلّق بالجوقَتَيْن المشاركتَيْن، أوضح الأوسطة: «الجوقتان مختلفتان بحيث إنّ كلَّ واحدة منهما تكمّل الأخرى. بالنسبة إلى جوقة استفانس المُنشئ التي تأسست في العام 2009 ومركزها في كنيسة سيّدة الحماية في بيروت، فهي نابعة من مدرسة استفانس المُنشئ البطريركيّة التي تأسّست قبل عامَيْن من الجوقة، والمختصّة ليس في تعليم قواعد قراءة الموسيقى البيزنطيّة وحسب، وإنّما أيضًا بإعطاء مواد ثانية ملحقة تُدَعِّم الثقافة الموسيقيّة للمتعلّم، كاللغة اليونانيّة القديمة وترتيب الخدمة الليتورجيّة والصلوات الطقسيّة، لينضمَّ في نهاية المطاف لهذه الجوقة التي تُكمل تنشئته. والحقُّ يُقال، فهذه الجوقة قدّمت منذ تأسيسها الكثير والكثير للكنيسة، في مختلف الأماكن والمناسبات».