حلب, السبت 3 سبتمبر، 2022
قبل نحو ألفَي عام، عَبْر حجارة باب كيسان الذي يُعتبر جزءًا من سور دمشق الأثري، عبرت الديانة المسيحيّة إلى آسيا وأوروبا من المكان ذاته الذي هرب منه القديس بولس بعدما تآمر عليه أعداؤه لقتله.
يقع باب كيسان في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة لدمشق، وهو أحد الأبواب السبعة الأصليّة للمدينة. حجارتُه الضخمة والفريدة وتصميمه العمراني المميّز شاهدٌ حيّ على التراث المعماري والحضارة التي حملتها هذه المدينة.
لهذا الباب قصص عدّة في التاريخ، لكنّ أهمّها هو قصّة دوره في انتشار المسيحيّة من دمشق إلى أوروبا والعالم أجمع. أطلِق على الباب أيضًا اسم باب بولس الرسول، لكونه الباب الذي استعمله المسيحيّون الدمشقيّون ليلًا لإنزال القديس بولس بسلّةٍ من فوقه كي يتمكّن من الهروب من الرومان، متوجّهًا إلى أوروبا لنشر الدين المسيحي، كما ورد في أعمال الرسل، وفي رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس.
يحمل باب كيسان على طرفَيْه نقش XP كرمز حجريّ يُعدّ اختصارًا لكلمة خريستوس باليونانيّة التي تعني اسم المسيح، وهو الرمز نفسه الذي ظهر للملك قسطنطين في السماء قبل مواجهته أعداءه وانتصاره عليهم، الأمر الذي أدّى إلى اعتناقه المسيحيّة.