روما, الأربعاء 24 أغسطس، 2022
مع مرور خمسين عامًا على إرادة البابا بولس السادس الرسوليّة «بعض الخِدْمات» الصادرة في العام 1972 إثر لاهوت المجمع الفاتيكاني الثاني، أصدر البابا فرنسيس رسالة إلى الأساقفة والشمامسة والمكرّسين والعلمانيّين أعاد فيها قراءة الإرادة من جديد، مُذكّرًا بـ«خِدمة أستاذ التعليم المسيحيّ» التي كان قد وضعها شخصيًّا وأعلن في نهاية الرسالة رغبته بالحوار مع مجالس الأساقفة.
اعتبر البابا فرنسيس أنّ الإرادة الرسوليّة «بعض الخِدْمات» سمحت، ضمن سياق ما بعد المجمع الفاتيكاني الثاني الذي لم يَخْلُ من التوتّر، بتجديد التدبير الخاصّ بدرجات سرّ الكهنوت الصغرى في الكنيسة اللاتينيّة. وذكّر الأب الأقدس بالبراءتَيْن الرسوليّتين الصادرتَيْن في العام 2021 «روح الربّ» و«الخدمة القديمة». وقال إنّه عدّل في الأولى القانون الكنسيّ الخاصّ بقبول النساء إلى «خدمة القارئ» و«المعاون في خدمة المذبح»، وأسّس في الثانية «خدمة أستاذ التعليم المسيحي».
لا جماعة مسيحيّة لا خِدْمات فيها
واعتبر الحبر الأعظم أنّ موضوع الخِدْمات أساسيّ لحياة الكنيسة: في الواقع، لا توجد جماعة مسيحيّة لا خِدْمات فيها. فهذا ما تعبّر عنه رسائل القديس بولس كالرسالة الأولى إلى أهل كورنتوس التي تتكلّم عن المواهب والخِدْمات والأعمال وما يُظهر الروح وعطايا الروح (كو 12: 4-7 وكو 14: 1 وكو 12 وكو 37). فتعدُّد الكلمات التي تستخدمها الرسالة إلى أهل كورنتوس يبيّن انتشار الخِدْمات التي تُنَظَّم على أساسَيْن أكيدَيْن، بحسب البابا: الأوّل أنّ الله والروح القدس هما أساس كلّ خدمة والثاني أنّ هدف كلّ خدمة هو دائمًا الخير العام وبناء الجماعة.