إدلب, الثلاثاء 23 أغسطس، 2022
في خلال الحرب السوريّة التي استمرّت أكثر من عشر سنوات، حُرِمَ المسيحيّون من المساعدات الإنسانيّة بأمر من زعماء تحرير الشام، بالإضافة إلى منعهم من ممارسة الطقوس والصلوات الدينيّة بشكل علنيّ، باستثناء استخدام بهو الكنائس من دون قرع الأجراس أو رفع الصلبان والقيام بالتطوافات حتى العام 2021 إذ قام مسيحيّو إدلب ببثّ احتفالهم بعيد الميلاد بشكل علنيّ للمرّة الأولى.
في ظلّ الواقع الحالي الذي تعيشه سوريا، هل ما زال مسيحيّوها يتعرّضون للاضطهاد والقمع في خلال ممارستهم طقوسهم الكنسيّة؟ هل أصبح المسيحيّون السوريّون أداةً في أيدي التنظيمات الإرهابيّة من أجل تأمين التغطية لدوافعها المشبوهة؟
ربّما دلّت زيارة أحد زعماء الجبهات المعارضة على السياسة الجديدة التي تتّبعها تلك المجموعات في سبيل تحقيق مآرب سياسيّة خفيّة إذ شملت زيارته قرى القنية والجديدة واليعقوبيّة التي كان المسيحيّون يشكّلون غالبيّة سكانها؛ تلك القرى التي تقع في منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، ما أثار جدلًا واسعًا في ضوء الاتهامات التي تطال التنظيمات الإرهابيّة بانتهاك حقوق الأقليّات الدينيّة.
وجاءت زيارته القرى المسيحيّة بإدلب في سبيل إيصال رسائل بأن تلك الهيئات المعارضة هي الأجدر في الحفاظ على السيطرة والحكم بمحافظة إدلب، حيث بمقدورها مراعاة الأقليّات كافة، من خلال عقد اللقاءات والزيارات مع مختلف الطوائف الدينيّة، ولا سيّما المسيحيّة منها.