القاهرة, الخميس 18 أغسطس، 2022
عرفت الجزائر الإيمان المسيحي وبناء الكنائس منذ القرون الأولى، وهذا ما تُثبته الآثار التاريخيّة في أماكن مختلفة من البلاد. ومع بداية القرن السابع، بدأت أعداد المسيحيّين بالانخفاض بسبب الفتوحات والغزوات الإسلاميّة، ما أدّى إلى تهجير المسيحيّين. فهم كانوا أمام خيارَيْن: التعرّض للقتل أو ترك ديارهم.
ثمّ عاودت أعداد المسيحيّين في الجزائر الارتفاع في شكلٍ ملحوظ منذ مطلع القرن التاسع عشر، وخاصّةً الجاليات الأوروبيّة التي أتى أفرادها للعمل، وعاشوا في المدن الرئيسيّة، وكانوا يُمارسون شعائرهم الدينيّة بحرّية، ويُقيمون مع الجزائريّين روابط الصداقة والألفة والمودّة وينخرطون في مؤسّسات المجتمع المدني.
وفي منطقة القبائل أيضًا، هناك وجود كبير لمؤمنين مسيحيّين من أصل جزائري، منهم مَن يُجاهر بإيمانه بالمسيح، ومنهم مَن يكتمه لأسباب عدّة، خاصّةً بسبب الخوف من الاضطهاد.
ونتَجَ عن النموّ الكبير للوجود المسيحيّ إصدار السلطات الجزائريّة قانونًا تمنع بموجبه التبشير تحت طائلة الملاحقة القانونيّة. وفي هذا السياق، تعرّض كثيرٌ من المؤمنين المسيحيّين للاعتقال والسجن والترحيل خارج البلاد.