بيروت, الثلاثاء 16 أغسطس، 2022
دعا البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك إلى التأمّل في عيد الانتقال والتعمّق بهذا المشهد الذي تتلاقى فيه الأمّ مع ابنها، قائلًا: «يا لها من لحظة فرح وابتهاج سماوي يتفجّر بين قلبَيْن أقدَسَيْن، قلب أمّ أحبّت وخدمت وحمت ابنها الوحيد، وقلب ابن أحبّ، فضحّى وبذل ذاته ليخلّص البشريّة ويمنحها الحياة».
كلمات البطريرك ميناسيان جاءت في عظته في خلال ترؤّسه القداس الإلهي -الذي رافقه رتبة تبريك العنب- بمناسبة عيد انتقال مريم العذراء إلى السماء، على مدرّج الطوباوي الشهيد إغناطيوس مالويان في دير سيّدة بزمّار في لبنان.
وقد استهل ميناسيان كلمته بالقول: «أحببت اليوم أن أنتهز هذه الفرصة السعيدة بعيد انتقال أمّنا العذراء مريم إلى النعيم السماوي روحًا وجسدًا لتكريس هذا النهار بالتأمّل سويًّا بعمق هذه الحقيقة التي مُجِّدت فيها أمّ يسوع. وهذا كعربون جميل ومحبّة لامتناهية من الابن الوحيد الذي ولدته ورعته ورافقته بحنانها وعطفها، متحمّلة كل أعباء الحياة والصعوبات والمشقّات والحرمان لتؤمّن له حياة مريحة. في هذا اليوم، ربّنا وإلهنا يسوع شاء أن يكرِّم أمّه بأخذها إليه روحًا وجسدًا مثلما كانت معه في الناصرة، مكرّمًا ومكلّلًا إيّاها كونها أمّ الله وأمّ البشريّة، أمًّا لنا جميعًا. لذا أقدّم هذه الذبيحة على نيّتكم لكي يمنَّ الربّ عليكم وعلينا مراحمه الإلهيّة، ويمنحنا النعمة لنكون أولاد مريم الأمّ السماويّة وننعم بنعمه الوفيرة».
وأوضح سبب كون هذا العيد علامة رجاء، فقال: «لأننا بالنظر إلى مريم نفهم ماذا سيحدث لنا أيضًا، وندرك ماهيّة الموت الذي ليس هو إلا ولادة جديدة أبديّة في النعيم السماوي. فإذًا عيد اليوم يحثُّنا لنكون أبناء رجاء مفعمين بالفرح، لكن ليس فقط بالفرح الخارجي بل الفرح الحقيقي الذي لا يزول، وذلك عندما أشعر بأنني محبوب من الله. هو ذلك الفرح الذي يرى أن الله يقلب الأقوياء عن عروشهم ويرفع المتواضعين، يعطي المعرفة للبسطاء ويشتّت المتكبّرين بفكر قلوبهم، يُشبع الجياع والفقراء ويصرف هؤلاء الذين يعتقدون أنهم مكتفون ذاتيًّا بفٍم جاف. لذلك، فإن عيد مريم العذراء بانتقالها إلى السماء شبيه بعيد الفصح الذي يهبنا الأمل، هو النور الذي يمنحنا الأمل لعيش الحاضر، كما أنه يخبرنا بالمستقبل اللازمني».