بيروت, الخميس 11 أغسطس، 2022
أبصرت القديسة كلارا النور حوالى سنة 1194 في مدينة أسيزي الإيطاليّة. كانت الكبرى بين أخواتها، وكان والدها فافورينو سيفي من نبلاء ساسو روسو. منذ طفولتها، غرست أمّها التقيّة أسمى الفضائل المسيحيّة في قلبها. وتميّزت كلارا بوداعتها ومحبّتها الفائقة للفقراء. كما كانت تمضي وقتها في الصلاة والاختلاء بالله، فبدأت تسمع أنغام الحبّ الإلهيّ، وزهدت في مظاهر الجمال الدنيويّ، ورغبت بتكريس حياتها للعريس السماوي.
سمعت كلارا عن أخبار القديس فرنسيس، فسرعان ما تمنّت السير على خطاه. ذهبت إليه، وأخبرته عن رغبتها القويّة بتسليم ذاتها بكلّيتها للمسيح، وطلبت منه المساعدة. وفي ليلة أحد الشعانين، خضعت كلارا لتجربة أدّت إلى تغيير جذريّ في حياتها، إذ تركت بيت أهلها، والتحقت بالقديس فرنسيس في بورزيونكولا. ولمّا وصلت إلى دير سيّدة الملائكة، بينما كان رفاق القديس فرنسيس يمسكون مشاعل مضيئة بأيديهم، راح وقصّ لها شعرها، وارتدت رداءً تكفيريًّا خشنًا، في جوٍّ من التأثّر العميق. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت عروس المسيح.
عاشت كلارا مع رفيقاتها في كنيسة القديس داميانوس حتّى دبّر الإخوة الأصاغر لهنّ ديرًا صغيرًا. اشتهرن باسم فقيرات القديس داميانو، وامتاز مقرّهنّ بالالتزام بحياة العفّة والتقشّف الشديد والعزلة عن العالم. بعد موت كلارا، صار اسمهنّ الفقيرات الكلاريس. وتُعتبر القديسة كلارا أوّل امرأة تكتب قانون رهبنة في القرون الوسطى. وفي المشهد الأخير من حياتها، على مثال القديس فرنسيس، راحت تعطي البركة لأخواتها، قائلة لهنّ: «باسم الآب والابن والروح القدس، ليبارككنّ الربّ وليحفظكنّ، وليظهر لكنّ وجهه وليرحمكنّ، وليحوّل وجهه نحوكنّ، وليهبكنّ السلام».
رقدت القديسة كلارا، وهي مكلّلة بالمجد الأبدي، في 11 أغسطس/آب 1253. أعلن البابا ألكسندر الرابع قداستها في العام 1255، واختارها البابا بيوس الثاني عشر في فبراير/شباط من العام 1958 شفيعةً للإعلام. ونُقلت رفاتها في 29 سبتمبر/أيلول من العام 1872 إلى أسفل بازيليك سانتا كلارا في أسيزي، وهي حتّى الساعة محفوظة بإكرام في ذلك المكان المقدّس.