في أواسط القرن السابع عشر، ازدهر فنّ الأيقونة في مدينة حلب بالتزامن مع النهضة الدينيّة والثقافيّة والاقتصاديّة للكنيسة الأنطاكيّة. عرف هذا النمط ميزات خاصّة، وهو لا يزال يُذكر في تاريخ الفنّ الكنسي الشرق أوسطي حتى اليوم. للوقوف عند نشأة هذه المدرسة الفنّية وأعمالها، أجرت «آسي مينا» مقابلة مع رند أبو عقل، الحاصل على شهادة دكتوراه في الآثار الشرقيّة من جامعة سابيينزا في روما وماجستير في الآثار الكلاسيكيّة والإسلاميّة من جامعة دمشق.
بعد الزلازل الأخيرة التي ضربت شمال سوريا مخلّفةً دمارًا ماديًّا ونفسيًّا، ظهرت الحاجة إلى إعداد الكهنة والعاملين ضمن المؤسسات الكنسيّة للتعامل مع نتائج هذه الكوارث. لذلك، نظّم مركز «توق للتدريب والتأهيل المسيحي» دورة خاصّة لرجال الدين برعاية كنيسة اللاتين بحلب في فندق الوادي ببلدة المشتاية-حمص، حملت عنوان «القيادة الرعويّة وإدارة الأزمات». وقد تحدّثت «آسي مينا» مع مشاركين في الدورة وسألتهم عن انطباعاتهم.
أرملة سوريّة شابّة اختبرت أصعب التجارب في الحياة إثر استشهاد زوجها وتربيتها طفلتها بمفردها. 11 سنة مرّت مليئة بالتحدّيات التي قاستها بقلبٍ مؤمن وواثق بوجود الله إلى جانبها في أكثر الليالي ظلمة. نيفين جانجي كبرئيل، أرملة الشهيد بيير كبرئيل، تشارك قرّاء «آسي مينا» قصّتها الأليمة، وتخبر عن مسيرتها بعد فقدانها زوجها.
تفرّدت كنيسة القيامة أو القبر المقدّس بعمارتها الرائعة ومفتاح بابها المميّز الذي سُلِّمَ إلى أسرة مسلمة في خلال الـ850 سنة الماضية.
تقديم الدعم المعنوي للشبيبة المسيحيّة في الشرق الأوسط، والتعريف بدور الأمانة العالميّة لحركة الشبيبة الطالبة المسيحيّة وغيرها من الأهداف حضرت في جولة تفقّديّة للمنسق الدولي لبرامج الأمانة روي إبراهيم في لبنان وسوريا والأردن، فضلًا عن مساندة الشباب الشهود لإيمانهم ضمن محيطهم المتعدّد الأديان.
انطلاقًا من إيمان القديس يوحنا بوسكو بأهمّية إشراك العلمانيين في عمليّة نشر رسالة الرهبنة السالسيّة، أبرز 6 أعضاء جدد الوعد بالسير على خطى شفيعهم، متّخذين من عيشهم رسالته هدفًا أسمى لحياتهم الشخصيّة، في قداس احتفالي أحيته جمعيّة الساليزيان المعاونين في الشرق الأوسط في كنيسة القديس يوحنا بوسكو ببلدة الكفرون السوريّة.
اشتهرت كاتدرائيّة الأربعين شهيدًا في حلب بإحدى أشهر جداريّات المدرسة الحلبيّة للفنّ الأيقوني «الدينونة الأخيرة» التي يعود تاريخ كتابتها إلى أكثر من ثلاثمئة سنة، تحديدًا إلى العام 1708.
في خلال زيارته الأخيرة للبابا فرنسيس، أهدى رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الأب الأقدس لوحة مطرّزة مميّزة تمثّل حمامة الروح القدس. صنعت هذا العمل الفنّي شاناز جمال محمود العراقيّة الكرديّة التي شرحت في حديثٍ خاصّ مع «آسي مينا» معاني هذه الهديّة.
اتّخذت الكنيسة الكلدانيّة الصليب المُمَجّد دون المصلوب تقليدًا ورمزًا أساسيًا في معظم كنائسها. فانطلاقًا من لاهوت القيامة مع الله الذي غلب الموت، توضع خشبة الخلاص فارغة، أي ليس عليها جسد الرب. فعود الحياة لدى الكلدان هو كالقبر الفارغ، يبشّر بأنّ الرب قد قام.
منذ قرون عدّة، أبدى باباوات الكنيسة الكاثوليكيّة اهتمامًا كبيرًا بنشر المسبحة الورديّة، وأكدوا أن يسوع المسيح هو المحور الرئيسي لها، على الرغم من الطابع المريمي الغالب عليها.
يعيش مسيحيّو حلب حالة عدم استقرار نفسي منذ حوالى شهرين إثر الزلزال المدمّر الذي ضرب البلاد، مخلّفًا رعبًا فاق الذعر الذي أحسّوا به منذ الحرب السوريّة عندما كانت القذائف تتساقط على رؤوسهم، لكن الكنيسة وقفت إلى جانب أبنائها وسعت إلى تأمين احتياجاتهم المادّية والنفسيّة، وأبقت أبوابها مفتوحة أمام الجميع.
بيّن الكتاب المقدّس بعهدَيْه القديم والجديد وجود علاقة تربط حمل الفصح لدى اليهود بالمسيح الحمل الحقيقي الفعلي. فخروف الفصح في العهد القديم عُدَّ ذبيحة آنذاك، لكنّه شكّل رمزًا نبويًّا عن المسيح، حمل الفصح الوحيد والنهائي الذي منحنا الخلاص وافتدانا من الموت، وهو ما أكده يوحنا المعمدان: «فِي الْغَدِ، نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلًا إِلَيْهِ، فَقَالَ: هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الذِي يَرْفَعُ خَطِيئةَ الْعَالَمِ» (يو 1: 29).
اختارت الكنيسة رمزيّة تقاليدها الموروثة من معاني التقاليد الوثنيّة أو اليهوديّة التي تأثّرت بها نتيجة تماس المسيحيين المباشر باليهود والوثنيين من حولهم، وعملت على منحها معنى مسيحيًّا حقيقيًّا لتصبح مستمدّةً من المسيح، ساعيةً إلى تمجيد اسمه بممارستها. من التقاليد المسيحيّة الفصحيّة الأكثر تداولًا في العالم، نذكر تلوين البيض المسلوق وزخرفته. فما الرمزيّة المسيحيّة التي يحملها هذا التقليد؟
تدعو الكنيسة التي تتبع الطقس البيزنطي المؤمنين عبر صلواتها وقراءاتها واحتفالاتها في أسبوع الآلام إلى المشاركة في العشاء الفصحي والسير نحو القيامة، فهي تقسّم الأسبوع إلى رتب وقراءات تتمحور حول وجوب ممارسة سرّ التوبة الذي لا يستطيع أيّ مؤمن بدونه أن يدخل ردهة العرس مع العريس ويتناول عشاء الفصح معه.
تحتلّ مريم العذراء مكانة خاصّة في قلوب المؤمنين المسيحيين لارتباطها الوثيق بالثالوث الأقدس. هذا ما آمنت به منظمة «الليجيو ماريا» عندما اتّخذت مريم العذراء قائدة وشفيعة لها في مسيرتها لتحقيق مجد الله. واعتاد مجلس «الليجيو ماريا» إقامة احتفال سنوي يكون بمثابة إعلان رسمي أو تجديد لإخلاص جميع أعضاء المنظمة لمريم.
اشتهرت كاتدرائيّة مار الياس المارونيّة المشيّدة في ساحة فرحات-حلب بساعتها البرجيّة السويسريّة الصنع التي يرجع تاريخ شرائها إلى العام 1928، عندما ابتاعها مطران حلب للموارنة آنذاك ميخائيل أخرس، على مثال توأم وحيد لها موجود في كاتدرائيّة سيّدة لورد بفرنسا. عزم المطران أخرس على شراء تلك الساعة بعد اتخاذه قرارًا بتوسيع واجهة الكاتدرائيّة، فأضاف باحةً إلى الكنيسة احتوت على تمثال للقديس إيليّا، إضافةً إلى برجَيْن ضمّ أحدهما تلك الساعة. أمّا الثاني، فضمّ جرسًا ضخمًا.
يرتقي البارّ سلّم القداسة، فتعلنه الكنيسة خادم الله ثمّ مكرّمًا وطوباويًّا ليُرفع بعدها قديسًا على مذابح الربّ. ما الإجراءات المتّبعة في دائرة دعاوى القديسين لإعلان التطويب والقداسة؟ وما أوجه الاختلاف بين المكرّم والطوباوي والقديس في الكنيسة الكاثوليكيّة؟
العلاقة بين الكنيسة والشباب واختبار حلاوة العيش في كنف الربّ وغيرها من المحاور حضرت في حديثٍ خاصّ للمنسّق الأوّل للشبيبة الطالبة المسيحيّة في الشرق الأوسط عماد شكر عبر «آسي مينا» تطرّق فيه إلى رسالة هذه الحركة ودورها في تطبيق الوحدة الكنسيّة.
شدّد البابا فرنسيس على مؤازرته الدائمة لمسيحيي الشرق الأوسط وصلاته لهم بسبب التوتّرات والنزاعات الجارية في المنطقة. ولم يكتفِ بصلواته ورسائله فحسب، بل عمد إلى زيارة الكثير من البلدان في الشرق الأوسط لبعث الرجاء في قلوب المسيحيين فيها.
بقلوب مليئة بالمحبّة والعزاء، صلّت شبيبة مركز سيّدة النجاة للتعليم المسيحي في زيدل-حمص على نيّة ضحايا زلزال سوريا والمتضرّرين منه. في خلال الصلاة، أشعل المشاركون شموعًا على خريطة من رمل تمثّل البلاد. وأجرت «آسي مينا» للمناسبة حديثًا خاصًّا مع ثلاثة مربّين وعضوَين في الشبيبة، سائلة إيّاهم عن قراءتهم الروحيّة للكارثة وعمّا يطلبونه من الله.