أكّد رئيس أساقفة الموصل العراقيّة للسريان الكاثوليك المطران بنديكتوس يونان حنّو أنّ إعادة إعمار الكنائس ليست مجرّد ترميمٍ للحجارة. واعتبر أنّ هذا العمل يحمل في طيّاته رسالة مفادها أنّنا موجودون وثابتون في أرضنا ومتشبّثون بجذورنا العميقة.
أكّد الأب شربل مهنّا، الراهب المريميّ وخادم الرعيّة المارونيّة في قطر، في حديث إلى «آسي مينا»، أنّ العمل يتواصل على قدم وساق في تشييد كنيسة القدّيس شربل المارونيّة في العاصمة القطريّة، الدوحة. وشرح أنّ ذلك يأتي استعدادًا لفتح أبوابها أمام المصلّين في العام المقبل 2025، بالتزامن مع احتفال الكنيسة الكاثوليكيّة الجامعة بعام اليوبيل.
دعا الأنبا د. سامر صوريشو الرئيس العام للرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة الحكومة المحلّية في محافظة نينوى إلى الاضطلاع بدورها في إعادة إعمار دير مار كوركيس الشهيد بالموصل. وطلب الحفاظ على سائر الكنائس والأديار والأماكن الدينيّة وحمايتها.
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي أخيرًا بحادثةٍ وقعت في كنيسة كلدانيّة كاثوليكيّة في محافظة كركوك، شماليّ العراق. فهاجم متابعون كثيرون كاهنًا كاثوليكيًّا مَنَعَ قسًّا إنجيليًّا من تناول القربان المقدّس في خلال قدّاس بكاتدرائيّة قلب يسوع الأقدس. واستنكر المهاجمون المنع، وعدّوه إساءةً للأخوّة المسيحيّة وتمزيقًا لجسد المسيح الواحد.
منذ أواسط القرن العشرين شرعت هجرة السريان الكاثوليك إلى أستراليا. توافد هؤلاء من مصر وتركيا وسوريا ولبنان وأخيرًا من العراق، ليستقرّوا في سيدني وملبورن وكانبرا وبريزبن أولًا.
التأمت الرهبانيّات الكاثوليكيّة في العراق مجدّدًا ضمن لقاء روحيّ احتضنته الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل. وجاء هذا اللقاء عقب انقطاع دام 20 عامًا بسبب الظروف الصعبة التي مرّت بها البلاد.
وصل بطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو إلى العاصمة العراقيّة بغداد بعد غيابه عن مقرّ كرسيّه البطريركيّ منذ يوليو/تمّوز الماضي، عندما قرّر الانسحاب والاعتصام في الدير الكهنوتيّ البطريركيّ في إقليم كردستان.
قد يجهل كثيرون أنّ مأساة مسيحيّي الموصل لم تشرع بسقوط مدينتهم في أيدي تنظيم داعش الإرهابيّ عام 2014. فالمدينة كانت مسرحًا لتفجيرات استهدفت كنائس عدّة ونشطت فيها الجماعات المسلّحة قتلًا وابتزازًا وخطفًا طال مسيحيّين كثيرين، علمانيّين ورجال دين، منذ العام 2003.
رغم خسارتها المعركة ضد السرطان، ربحت الكاثوليكية الملتزمة جيسيكا حنّا أبديتها. فقد رحلت إلى العالم الآخر، بعد معركة طويلة مع المرض الخبيث خاضتها متسلِّحةً بالحب والرجاء في الربّ.
تعود جذور الإيمان المسيحيّ في منطقة جنوب وادي الرافدين إلى القرن الثاني. فأول ذِكْر لداود أسقف أبرشية فرات ميشان (البصرة والجنوب حاليًّا) يعود إلى العام 256، كما يشرح راعي أبرشيّة البصرة والجنوب الكلدانيّة المطران حبيب هرمز في حوار مع «آسي مينا».
يُنسَب إلى البطريرك الكلداني يوسف عمانوئيل الثاني الفضل في طبع معظم الكتب الطقسيّة، وإعادة طبع «الحوذرا» (كتاب صلوات الطقس الكلداني) طبعةً أنيقة. كما نظّم الأبرشيات الكلدانيّة واهتمّ بالمعهد الكهنوتي.
دعا البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو جميع المسيحيين ليكونوا فعّالين وغير اتكاليين، وألّا ينتظروا حلولًا جاهزة. وأضاف: «لن يعطينا أحد حقّنا إن لم نكن شجعانًا لنطالب به، متوحّدين غير منقسمين، إذ إنّنا مكوِّن أصيل وهذه أرضنا قبل غيرنا».
شدّد البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو على ضرورة إصلاح القوانين القديمة الموروثة المتعارضة مع الواقع المَعيش. وطالب القضاء العراقي بإيجاد حلولٍ ملائمة تُمكّن الذين أُجبروا على اعتناق الإسلام، تحت التهديد، من العودة إلى ديانتهم المسيحيّة، وتتيح للقاصرين البقاء على ديانتهم إلى حين بلوغهم سنّ الرشد، ليتمكنّوا من الاختيار.
يضعنا أفراهاط الحكيم أمام مقارنات عدّة يشرح من خلالها الفرق بين الفصح اليهوديّ، ويسمّيه «القديم» وفصح المسيح «الجديد» كما يدعوه. ويشرح من خلالها كيف أنّه «هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبديّة».
يكرّس المسيحيّون حول العالم يوم الجمعة العظيمة للصلاة والتأمّل في سرّ الفداء، أي صلب المسيح وموته ودفنه وقيامته. وعلى مثالهم ينقطع مسيحيّو العراق للصلوات والإصغاء إلى مواعظ الآلام والمشاركة في رُتب هذا اليوم الطقسيّة بشغف ورجاء. ولكن مع التفرّغ للعبادات لتغذية الروح، لا بدّ من طعام للجسد. وهل ثمّة أفضل من «وليمة المسيح»!
إذا تساءلنا: «لمن يُقرَّب القربان؟». يجيبنا أحد أبرز أعلام كنيسة المشرق عبديشوع الصوباوي مبيِّنًا أنّ «القربان خدمةٌ أو مراسم، يقدِّم فيها الوضعاء للعظماء عناصر مادّية على رجاء مغفرة الخطايا واستجابة الطلبات».
احتفلت الكنائس السريانيّة حول العالم برتبة «النهيرة»، أي الأنوار، مساء أحد الشعانين، مستهلّ أسبوع الآلام المقدّس. تتأمّل الصلاة في استعداد المؤمنين للقاء الربّ عبر مَثَل العذارى الحكيمات، المستعدّات للقاء العريس، والعذارى الجاهلات المتوانيات.
تتفنّن إلهام وديع في تشكيل عجينة «القرصة الصفراء»، لا سيّما كتابة أسماء أحفادها لتدخل البهجة إلى قلوبهم يوم الشعانين. فهذه المعجّنات الشهيرة بلونها الأصفر والمعروفة في الموصل العراقيّة بالـ«القوصة الصفغا» هي أقراص معجّنات صفراء اللون، دأبت السيدات المسيحيّات على إعدادها قبيل بدء الأسبوع المقدّس لتكون في أيدي الأولاد يوم الشعانين.
تفتخر الفنانة رؤى فرج البنّاء بمساهمتها في تطريز جدران كنيسة الطاهرة الكبرى التاريخيّة في بلدتها الأثيرة بغديدا-العراق بزجاجيّات رسمَتْها لتروي من خلالها مراحل درب الآلام المقدّس.
لا نبالغ في القول إنّ فاجعة عرس بغديدا تخطّت بمأساتها حدود العراق. فقد تعاطف العالم بأسره مع ضحاياها، شهداء وثكالى وأرامل وأيتام وعائلات اندثرت برمّتها، فضلًا عن مئات المصابين الذين تواصلت معاناتهم مع آثار الحروق الغائرة، منهم مَن نجا ومَن رَحَل وآخرون يتماثلون للشفاء.