شهدت كنيسة دير مار ميخائيل رفيق الملائكة بالموصل عودة الحياة الروحيّة، بعد انقطاع دام قرابة عشرين عامًا، باحتفال المطران ميخائيل نجيب راعي أبرشيّة الموصل وعقرة الكلدانيّة بالقداس الإلهي لمناسبة تذكار مار ميخائيل، بمعاونة الأب أنطوان زيتونة، وبمشاركة المطران بولس ثابت راعي أبرشيّة ألقوش الكلدانيّة والأب رودي الصفار، وبحضور عدد من الراهبات والشمامسة وجمع المؤمنين الآتين من أبرشيّات عدّة.
تُعدّ كتابات الملافنة والقديسين كأفرام السرياني، وإسحق الأنطاكي، ويعقوب السروجي، وماروثا الميافارقيني، ورابولا الرهاوي، وسواهم من آباء الكنيسة، مصدر إلهامٍ لما تضمّه «الفناقيث» من صلوات طقسيّة إذ إن الكنيستَيْن السريانيّتَيْن الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة تتشاركان في اعتماد الفنقيث لتنظيم الصلوات الطقسيّة على مدار السنة، مع بعض الاختلافات البسيطة.
تمتدّ جذور الحياة الرهبانيّة المسيحيّة إلى القرون الأولى، وقد نشأت في مصر على أيدي القديس أنطونيوس الكبير، أبي الرهبان، ورفاقه. أمّا في بلاد ما بين النهرين، فشرعت مع بني قياما، أي أبناء العهد وبناته، لتنتشر بعدئذٍ الأشكال الديريّة للحياة النسكيّة.
لا ينقل إلينا الإنجيل ببشاراته الأربع أيّ كلمة نطق بها القديس يوسف البتول، ولا نعرف عنه سوى أنه كان «رَجُلَ مريم التي وُلِدَ منها يسوع الذي يُدعى المسيح» (مت 1: 16).
بموت ربّنا يسوع على عود الصليب كفّارةً عن خطايا العالم، تحوّلت أداة العذاب واللعنة إلى رمز الخلاص وعلامة الفداء لأن «المسيح افتدانا من لعنة الشريعة إذ صار لعنةً لأجلنا، فقد ورد في الكتاب: ملعونٌ من عُلِّقَ على خشبة» (غل 3: 13). لذا يحظى الصليب بمكانة مركزيّة في صلب إيماننا المسيحي. من هنا، تتبيّن مدعاة إكرام الصليب المقدّس وأهمّيته لأن «لغة الصليب حماقةٌ عند الذين يسلكون سبيل الهلاك، وأمّا عند الذين يسلكون سبيل الخلاص، أي عندنا، فهي قدرة الله» (1 كو 1: 18).
في ختام صلاة البابا فرنسيس في كاتدرائيّة سيّدة النجاة ببغداد يوم 5 مارس/آذار 2021، ضمن فعاليّات زيارته التاريخيّة للعراق، تقلّد الحبر الأعظم بطرشيلًا مفعمًا برموز إيمان مسيحيي بغديدا وتراثهم ومصنوعًا بأيديهم، مخيطًا من قماش الشال التقليدي المنسوج يدويًّا باللونين الأسود والأحمر ومطرّزًا بخيط ذهبي اللون. وعاد بعد يومين وتوشّح بالبطرشيل البغديدي، وهو يتلو صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين البغديديين في كنيسة الطاهرة الكبرى ببغديدا.
في الذكرى السنويّة الثانية لزيارة البابا فرنسيس مدينة أور الأثريّة في العراق، نستذكر كلماته، هو مَن وصف هذه المحطة من زيارته في 6 مارس/آذار 2021 بالحجّ إلى بيت أبينا إبراهيم. واكتسبت زيارته أهمّيتها من المكانة الرمزيّة التي تحظى بها أور لدى أتباع الديانات السماويّة باعتبارها موطن النبي إبراهيم، أبي المؤمنين، إذ ورد ذكرها في العهد القديم أكثر من مرّة، ومنها خرج إبراهيم واثقًا في وعد الله «أَنَا الرَبُّ الذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أُورِ الكَلدَانِيِينَ لِيُعْطِيَكَ هذِهِ الأَرْضَ لِتَرِثَهَا» (تك 15: 7). واليوم، يجمع جمهورٌ من المؤمنين بالديانات اليهوديّة والمسيحيّة والإسلاميّة على اعتباره أباهم الروحي «يَكُونُ اسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ لأَنَّنِي أَجْعَلُكَ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ» (تك 17: 5).
تدعو الكنيسة مؤمنيها إلى الصوم في أوقات معيّنة من السنة لتحضّهم على اتّباع خطى الربّ. فهل توصيهم بهذه الأصوام أم تأمرهم بها؟
تزدان جدران غالبيّة الكنائس الكاثوليكيّة بلوحاتٍ تصوّر كلّ واحدة منها مشهدًا لحدثٍ مهمّ ورد في رواية الآلام، كما ترويها الأناجيل الأربعة. انطلاقًا من التأمّل في الآلام الخلاصيّة، ما هي رتبة درب الصليب؟
الحيرة مملكة أقامها الفرس في القرن الثالث الميلادي على ضفّة نهر الفرات لتكون صلة وصل بينهم وبين العرب. أصل اسمها من كلمة «حرتا» السريانيّة ومعناها الحصن أو الدير. وكان أهلها، على غرار شعب مملكة الأنباط وأهل تدمر، يتكلّمون اللغة العربيّة لكنّهم يكتبون بالسريانيّة لغة صلواتهم.
«حضور الكنيسة ليس بأبنيتها، بل بحضوركم الحيّ. أنتم باقون، إذًا الكنيسة باقية». بهذه العبارات، شجّع رئيس أساقفة الموصل للكلدان المطران بولس فرج رحّو المؤمنين المصغين إلى عظته في خلال قداس احتفل به على أنقاض كنيسة الطاهرة للكلدان بالموصل، بُعيد تفجيرها بأيدي المجموعات الإرهابيّة في العام 2004. أطلق المطران رحّو نداءات محبّة متكرّرة في فترة عصيبة شهدت في خلالها الموصل، مركز محافظة نينوى شمالي العراق، سلسلة أحداث عنف دراماتيكيّة في الأعوام التي تلت 2003 إذ فُجِّرَت كنائس عدّة، فضلًا عن عمليّات تهديد وخطف وقتل طالت مسيحيين كثيرين بينهم كهنة. وقال: «نحن المسيحيين لسنا أعداءً لأحد، وحتى الذين يحسبوننا أعداء لهم، فهؤلاء يوصينا إنجيلنا وربّنا يسوع المسيح بأن نحبّهم، بقوله أحبّوا أعداءكم»، مكرّرًا الدعوة إلى الصلاة من أجل الذين «اعتبرونا أعداءً لهم وفجّروا كنائسنا»، ومشدّدًا على الصمود لأن «هذا بلدنا ونحن باقون هنا كما بقي أجدادنا بالرغم من كل الاضطهادات».
في بازيليك مار بطرس الفاتيكانيّة، أعلن البابا يوليوس الثالث في أبريل/نيسان 1553 شمعون يوحنا سولاقا بطريركًا على الكلدان، وألبسه الدرع المقدّسة، مسلّمًا إيّاه البراءة التي تمنحه السلطة على المشرق والهند والصين ليكون البطريرك الكلداني الأوّل.
من بغديدا-قرة قوش، البلدة المسيحيّة الواقعة في محافظة نينوى العراقيّة والمعروفة بأن عائلات كثيرة منها حظيت ببركة أن يكون بين أفرادها كاهن أو راهب أو راهبة، نتأمّل في مسيرة عائلة تميّزت عن سواها لأنها وهبت الكنيسة رهبانًا وراهبات منتمين إلى رهبنات مختلفة، كباقة زهور ملوّنة مقدّمة إلى مذبح الربّ. «آسي مينا» حاورت أربعة أبناء مكرّسين من هذه الأسرة البغديديّة للحديث عن اختيارهم النذور الثلاثة ودور العائلة في نموّ دعواتهم.
شبقونو كلمة سريانيّة تعني المسامحة. ولأن زمن الصوم هو زمنٌ للتوبة والمصالحة، تحتفل الكنائس السريانيّة في مستهله برتبة المسامحة «الشبقونو». فمن خلالها، يتأهب المؤمن المسيحي لعيش مسيرة الصوم الكبير بتواضع وتوبة ونقاوة قلب، معلنًا استعداده لمصالحة إخوته كخطوة أولى في طريق المصالحة مع الله، عبر رتبة توبة جماعيّة.
الصوم في اللغة العربيّة هو الإمساك والترك، وصام الكلام أي سكت. ومثلها الكلمة اليونانيّة νεστεια (نستيا) التي تعني الإمساك أيضًا. ولا يختصّ الإمساك بالانقطاع عن الطعام والشراب لفترة محدّدة وحسب، بل فيه دعوة أيضًا إلى ضبط الجسد والنفس معًا. فالصوم زهدٌ اختياري، علامة على التوبة والتواضع لله ودلالة على طاعته والسير بحسب شرائعه والعمل بفرائضه، عبر ترك ما يقدّمه العالم من ملذّات فانية والانقطاع للصوم والصلاة، ما يجعل سيادة الإنسان تتقوّى على أهوائه ورغباته وتتوثّق صلته بخالقه.
شدّد بطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو، في حديث خاصّ إلى «آسي مينا» قبيل مغادرته بغداد للمشاركة في أعمال الجمعيّة السينودسيّة القارّية للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط المنعقدة في لبنان بين الثالث عشر والثامن عشر من فبراير/شباط الحالي، على أهمّية التجديد والتأوين في الكنيسة لتواكب تحدّيات العصر وتخاطب عالم اليوم، وفق مفاهيمه وثقافته.
يتهافت المسيحيّون في أربيل لجمع التبرّعات بهدف إغاثة المتضرّرين من الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا، في حملة إنسانيّة تنظّمها قائمقاميّة عنكاوا وتستمرّ من العاشر حتى 14 فبراير/شباط 2023، بدعم من منظّمات المجتمع المدني والسلطات المحلّية، متذكّرين كلمات الربّ يسوع «مغبوطٌ هو العطاء أكثر من الأخذ» (أع 20: 35).